(أ) أن يكون المنعوت مثنّى أو مجموعا من غير تفريق فإن اتّحد معنى النّعت ولفظه استغني بتثنية النّعت أو جمعه عن تفريقه بالعطف نحو «جاءني الرّجلان الفاضلان» و «جاءني المجاهدون الشّجعان».
وإن اختلف معنى النّعت ولفظه كعاقل وكريم ، أو اختلف لفظه دون معناه كالذّاهب والمنطلق ، وجب التّفريق فيها بالعطف ب «الواو» كقول الشّاعر ابن ميّادة :
بكيت وما بكى رجل حزين |
على ربعين مسلوب وبالي |
(ب) أن يكون المنعوت مفرّقا وتتعدّد النّعوت مع اتّحاد لفظها ، فإنّ اتّحد معنى العامل ، ومعناه جاز الإتّباع مطلقا نحو «جاء عليّ وأتى عمر الحكيمان» و «هذا أحمد وذاك محمود الأديبان». وإن اختلف العامل وعمله في المعنى والعمل أو اختلفا في المعنى فقط ، أو اختلفا في العمل فقط ، وجب القطع ـ وهو تقدير مبتدأ أو فعل ـ فمثال الأوّل : «سافر محمد وانتظرت حامدا الفارسان» ومثال الثاني : «جاء زيد ومضى عمرو الفاضلان» أي هما الفاضلان ، ومثال الثالث : «هذا يؤلم أخاك ويوجع أباك العاقلان» أي هما العاقلان ، ويجوز في هذه الأمثلة النّصب بتقدير فعل : أمدح ـ أي أمدح الفارسين والفاضلين والعاقلين ـ ، وتقدّم في هذا الباب من كلام سيبويه بعض هذا.
١٢ ـ حذف ما علم من نعت ومنعوت :
يحذف النّعت بقلّة ، ويحذف المنعوت بكثرة جوازا إذا دلّت قرينة على المحذوف ، فحذف النّعت نحو قوله تعالى : (يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْباً)(١) أي كل سفينة صالحة.
وأمّا حذف المنعوت فمشروط بأن يكون النّعت صالحا لمباشرة العامل نحو : (أَنِ اعْمَلْ سابِغاتٍ)(٢) أي دروعا سابغات ، أو بأن يكون النّعت بعض اسم مقدّم مخفوض ب «من» أو «في» كقولهم «منا ظعن ومنّا أقام» أي منّا فريق ظعن ، ومنا فريق أقام.
١٣ ـ ما ينعت وما ينعت به من الأسماء وما ليس كذلك :
من الأسماء ما ينعت وينعت به كاسم الإشارة ـ وتقدّمت الإشارة إليه ـ ولا ينعت إلّا بمصحوب أل خاصّة ، فإن كان جامدا محضا نحو : «مررت بهذا الرّجل» فهو عطف بيان على الأصحّ أي الرجل وإلّا فهو نعت.
__________________
(١) الآية «٧٩» من سورة الكهف «١٨».
(٢) الآية «١١» من سورة سبأ «٣٤».