أمّا الأصلي كقول النابغة :
على حين عاتبت المشيب على الصّبا |
وقلت ألمّا أصح والشّيب وازع |
وأمّا العارض فكقول الشاعر :
لأجتذبن منهنّ قلبي تحلّما |
على حين يستصبيبن كلّ حليم |
فإن كان المضاف إليه فعلا معربا ، أو جملة إسمية وجب الإعراب عند البصريين ، ولكنّ قراءة نافع في قوله تعالى : (هذا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ) بفتح «يوم» وقراءة (يَوْمَ لا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئاً)(١) بفتح «يوم» تجعلان جواز البناء صحيحا.
٩ ـ الإضافة إلى المرادف ، وإلى الصّفة وإلى الموصوف :
لا يضاف اسم إلى مرادفه ك «قمح برّ» ولا موصوف إلى صفته ك «رجل عالم» ولا صفة إلى موصوفها ك «عالم رجل». فإن سمع ما يوهم شيئا من ذلك يؤوّل ، فمن الأول المرادف قولهم : «سعيد كرز» (٢) وتأويله : أن يراد بالأوّل المسمّى ، وبالثاني : الاسم. أي : سعيد المسمّى كرزا.
ومن الثاني ـ وهو إضافة الموصوف إلى صفته ـ قولهم : «حبّة الحمقاء» و «صلاة الأولى» و «مسجد الجامع». وتأويله : أن يقدّر موصوف ، أي حبّة البقلة الحمقاء ، وصلاة السّاعة الأولى ، ومسجد المكان الجامع ، ومن الثالث ـ وهو إضافة الصّفة إلى موصوفها ـ قولهم : «جرد قطيفة» (٣) و «سحق عمامة» (٤). وتأويله : أن يقدّر موصوف أيضا ، ويقدّر إضافة الصّفة إلى جنسها ، أي : شييء جرد من جنس القطيفة. وشيء سحق من جنس العمامة.
١٠ ـ الأسماء بالنّسبة للإضافة : الأسماء بالنسبة لصلاحيّتها للإضافة أو امتناعها أو وجوبها ثلاثة أقسام :
(أ) أن تكون صالحة للإضافة والإفراد وذلك هو الغالب ك «ورق وقلم ، وعمل وأرض وغير ذلك كثير».
(ب) أن تمتنع إضافتها «كالمضمرات». و «أسماء الإشارة» و «الموصولات» ـ سوى «أيّ» ـ و «الأعلام» و «أسماء الشّرط» و «أسماء الاستفهام» ـ عدا «أيّ» منهما ـ فالأربعة الأولى معارف والبواقي شبيهة بالحرف.
(ج) أن تجب إضافتها ، وذلك على نوعين :
__________________
(١) الآية «١٩» من سورة الانفطار «٨٢».
(٢) الكرز : خرج الراعي ، ويطلق على اللئيم والحاذق.
(٣) الجرد : الخلق ، والقطيفة : كساء له خمل.
(٤) السّحق : البالي.