و «عمرو» إلّا أنّ التقاء الساكنين فيما قبل آخره حرف صحيح كبكر ، وعمرو ظاهريّ فقط ، والحقيقة أنّ الصحيح الذي قبل الآخر محرّك بكسرة مختلسة خفيفة جدّا ـ وأمّا ما قبله حرف لين ك «نور» و «نار» فالتقاء الساكنين فيه حقيقيّ.
وأخفّ اللين في الوقف : «الألف» ك «قال» ثم الواو والياء مدّين ك «سور» و «بير» ثم الليّنان بلا مدّ ك «ثوب» و «ضير».
الإلحاق :
هو أن يزاد في كلمة حرف أو أكثر لتصير على مثال كلمة أخرى في عدد حروفها وسكناتها ، وحينئذ يعامل في الوزن والتّصريف معاملة بناء آخر ، مشهور في الاستعمال ك «الواو» في «كوثر» فقد زيدت للإلحاق «بجعفر» (انظر الملحقات في المزيد على الفعل). وهناك فرق آخر بين الملحق والمزيد ، فالزيادة في الملحق لا تفيد شيئا في المعنى الأصلي (١) ك «مهدد» في مهد فإنّه ملحق ب «جعفر» وهما بمعنى واحد ، بل وقد تنقل الكلمة من معناها الأصلي إلى معنى آخر كما في «عثر» و «عثير» (٢). وقد تأتي الزّيادة بمعنى والمجرّد بغير معنى ك «زينب» و «كوكب» ولا معنى لهما بغير الياء في زينب والواو في كوكب.
وهذا بخلاف الزّيادة في المزيد فإنّها تفيد زيادة في المعنى الأصلي هذا والإلحاق سماعي ، ولا يجري على الملحق إدغام ولا إعلال وتزاد حروفه من أحرف «سألتمونيها».
(انظر حروف الزيادة)
إلى : حرف جر ، تجر الظّاهر والمضمر ، نحو (إِلَى اللهِ مَرْجِعُكُمْ)(٣) و (إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ)(٤) ولها معان كثيرة منها :
أنّها تأتي لانتهاء الغاية مكانيّة نحو : (مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى)(٥) أو زمانيّة نحو (ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيامَ إِلَى اللَّيْلِ)(٦) وإن دلّت قرينة على دخول ما بعدها فيما قبلها نحو «قرأت القرآن من أوّله إلى آخره» ونحو قوله تعالى : (وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرافِقِ)(٧) ، وإلّا فلا يدخل ما بعدها
__________________
(١) وإنما تفيد المبالغة لأن زيادة المبنى تدل على زيادة المعنى.
(٢) فمعنى «عثر عليه» وجده ، ومعنى «عثير» التراب.
(٣) الآية «٤» من سورة هود «١١».
(٤) الآية «٤» من سورة يونس «١٠».
(٥) الآية «١» من سورة الاسراء «١٧».
(٦) الآية «١٨٧» من سورة البقرة «٢».
(٧) الآية «٦» من سورة المائدة «٥».