بيد ان استمرار حياة النظام الرأسمالي مرهون ببقاء سيطرة افراد طبقته العليا على منابع القوة الاقتصادية والسياسية والقضائية والتشريعية والتعليمية في المجتمع. فلا يحصل التغيير المنشود في النظام الاجتماعي ما لم تتضافر جهود الفقراء والطبقات المحرومة بتجميع رصيدها وقوتها الاقتصادية والسياسية لانشاء حركة اجتماعية تزعزع النظام عن طريق الاضرابات والمظاهرات والعنف ، ولكن لم يحصل هذا لحد الآن. انما الذي حصل في الستينيات من هذا القرن ، ان حركة الحقوق المدنية وحركة القوى العاملة في المجتمعات الرأسمالية انتزعت بعضاً من الحقوق المهدورة عن طريق الاضرابات والمظاهرات ، كالمساواة الظاهرية بين الاجناس المختلفة ، ومشاركة بعض العمال في ادارة مجالس الشركات ، وانتزاع حقوق المرأة في العمل (١).
والطريق الى الثورة لتغيير النظام الرأسمالي والسيطرة على منابع القوة ليس امراً ميسوراً لجيوش الفقراء ، لان الطبقة الرأسمالية تسيطر على وسائل القوة بشكل محكم (٢). ولكن النظام الظالم يعيش في عفن دائم من الداخل. وعندما تنطلق الشرارة فان الكثير من العوامل المنظورة وغير المنظورة تتداخل وتتفاعل لتولد قوة تدميرية هائلة ، كما حصل في الثورة الفرنسية
__________________
(١) (روبرت الفرد) و (روجر فريدلاند). «المشاركة السياسية». فصل علمي في (المجلة السنوية النقدية لعلم الاجتماع). تحرير : الكيس الكليس. بالو آلتو ، كاليفورنيا : النقد السنوي ، ١٩٧٥ م. وايضاً : (انتوني اوبرشال). الصراع الاجتماعي والحركات الاجتماعية. انجلوود كليفز ، نيوجرسي : برنتس ـ هول ، ١٩٧٣ م.
(٢) (ميشيل اوسيم). «المجموعة الداخلية في الطبقة الرأسمالية الامريكية». مقالة علمية في مجلة (المشاكل الاجتماعية) ، عدد ٢٥ ، ١٩٧٨ م. ص ٢٢٥ ـ ٢٤٠.