كل هذه الانظمة الاقتصادية التي هي صلب الفكرة الرأسمالية تتدخل بشكل مباشر او غير مباشر في شؤون المؤسسات الاجتماعية التابعة للنظام الاقتصادي. فارتباط النظام الاقتصادي الرأسمالي بالانظمة الاجتماعية والصحية والسياسية والقضائية والعسكرية والتعليمية والعائلية وتوزيع الثروات والعدالة الاجتماعية والانحراف الاجتماعي كلها ، تجعل النظام الرأسمالي نظاماً اجتماعياً قائماً بذاته ، يستحق على اقل تقدير النقد والمقارنة ومحاولة تقديم البديل الناجح.
٢ ـ لما كانت الولايات المتحدة تمثل ارقى درجات الفكرة الرأسمالية ، فقد كان صلب البحث في نقد النظرية الاجتماعية الرأسمالية متمثّلا في نظرتها وممارستها الإجتماعي والإقتصادية الرأسماليّة ، خصوصاً فيما يتعلق بالمذهب الفردي واستثمار رأس المال وما يترتب عليه من تأثيرات على النظام الاجتماعي.
٣ ـ ان هذا الكتاب يعبر عن مجرد محاولة ابتدائية لاستكشاف النظرية الاجتماعية على ضوء الفقه الاسلامي عموما وفكر اهل البيت (ع) بالخصوص. ولابد من دراسات أُخرى اضافية لبلورة النظرية الاجتماعية الاسلامية من جميع جوانبها الفكرية.
ان هذا الكتاب موجّه الى الانسانية جميعاً ، علّها تجد فيه بلسماً لامراضها المزمنة في انعدام العدالة والظلم الاجتماعي ، فتتوجه حينئذ الى خالقها وبارئها ، فتلتزم بالإطار الاجتماعي الذي جاءت به الرسالة الاسلامية. وهذا لا يتم الا عن طريق ترجمة التكليف والالزام الشرعي للفرد الى واقع حقيقي يعيشه المسلم بكل جوارحه واحاسيسه الوجدانية وحاجاته