بين الافراد في الاسلام اذن ، يقع ضمن الطبقة الواحدة ، وليس بين الطبقات المتعددة. ولاشك ان التفاوت بين الدرجات ضمن الطبقة الواحدة اكثر عدلاً واقرب الى الواقع الانساني من التفاوت بين الطبقات الرأسمالية المختلفة ، كالطبقة العليا ، والطبقة المتوسطة ، والطبقة الفقيرة المعدمة. وهذا التفاوت بين الدرجات ضمن الطبقة الواحدة اقرب الى النظرية الاسلامية من نظام تعدد الطبقات الظالم.
وبطبيعة الحال ، فان الاسلام وضع لتسديد منهجه في تضييق الفوارق الطبقية ضوابط دقيقة ؛ حيث قرر ـ اولاً ـ اشباع جميع حاجات الافراد الاساسية بما فيه الكفاية من حيث المأكل ، والملبس ، والمسكن ، والخدمات الصحية ، وخدمات النقل العام. وقرر ـ ثانياً ـ ان للفقراء حقاً في اموال الاغنياء. ففرض ضرائب على الثروة الحيوانية والزراعية والمعدنية والنقدية ؛ وبذلك تعامل الاسلام مع صميم المشكلة الاجتماعية هادفاً ازالة اسباب الفقر والحرمان ، محاولاً اقتلاع جذور الفساد الاقتصادي الذي عانت منه البشرية لقرون طويلة. فالزكاة ، وهي الضريبة المحددة بنسبة مئويّة في الانعام الثلاثة : الابل والبقر والغنم ، وفي الغلات الاربع : الحنطة والشعير والتمر والزبيب ، وفي النقدين : الذهب والفضة ، تشبع الفقراء من المأكل والملبس وتسد حاجاتهم الاساسية الاخرى. والخمس ، الذي هو اخراج عشرين بالمائة من الواردات السنوية ـ خمس الغنيمة كانت او خمس الفائدة او الربح ـ يشتمل على عدة مصادر منها ، اولاً : المعادن المستخرجة من الارض بضمنها النفط والكبريت. ثانياً : ما يفضل من مؤونة سنة الافراد. ثالثاً : ما يخرج من البحار وما يعثر عليه من الكنوز. وهذا المقدار