واجباً دينياً واجتماعياً. فيؤكد الاسلام على الموسرين بصرف حقوقهم الشرعية لمستحقيها من الذين لهم علاقة معرفة بهم ؛ لان ذلك ادعى للاطمئنان ، واوصل للعلاقات الاجتماعية. وتسليم الحقوق الشرعية بشكل شخصي للافراد المستحقين امضى في العدالة ، لان معرفة المعطي للمحتاج ادق من معرفة المؤسسات الاجتماعية المركزية. فالمؤسسات الاجتماعية المرتبطة بالحكومة الرأسمالية لا تستطيع تقييم احوال جميع الفقراء ومعرفة قضاياهم الخصوصية. وهذا عامل آخر في فشل النظام الرأسمالي في مساعدة الفقراء ، لان عدداً ممن يدّعون الفقر يستلمون صكوك الاعاشة وهم في غنى عنها ، وما يدفعهم الا دافع الكسل والطمع لاستلام المال على حساب الفقراء الحقيقيين ، من اصحاب الحاجة الواقعية الماسة. ولا شك ان ايصال المساعدة المالية الواجبة اليهم امر في غاية الاهمية في تحقيق العدالة ، لانه يساهم في وضع الثروة في موضعها الصحيح اولاً ، ولان الفرد اعرف الناس بارحامه واقاربه واصدقائه ثانياً ، ولانها استر على الفقير ثالثاً. ولاشك ان اخراج الحقوق الشرعية الواجبة والمستحبة يعتبر عملاً عبادياً يجازى عليه الانسان بالثواب عند الامتثال ؛ خصوصاً المستحب منها كصدقة السر حتى لا تعلم يمناه ما انفقت يسراه كما جاء في بعض الروايات. وكما ان العبد لا يمن بصلاته على ربه كذلك الانفاق في سبيل الله فينبغي على المكلف ـ كما تؤكد الروايات ـ ان لا يمن بالانفاق على الغير.
ثانياً : ان الاسلام يحترم كرامة الفقير وشعوره الانساني ، ويدين كل من يحاول اهانته واذلاله واثقاله بالمنة والضعة والاستخفاف. اما النظرية