نصف الثروة العينية والنقدية للمجتمع ، والباقي وهم تسع وتسعون فرداً يملكون النصف الآخر. وهذا يعكس ظلم النظام الرأسمالي للحياة الاجتماعية ، لان السيطرة على الثروة الاجتماعية يترجم غالبا الى سيطرة على مقدرات النظام الاجتماعي والسياسي والاقتصادي للدولة. حيث يتبين من احصاءات الحكومة الامريكية في العقود الاخيرة من القرن العشرين ان هناك اكثر من ستمائة الف مليونير من ضمنهم ستة وعشرون فرداً ممن يملكون اكثر من بليون دولار (١). وهؤلاء الأثرياء يتميزون عن غيرهم من الافراد ، لان اموالهم تجاوزت حدود المكافأة الاجتماعية للجهد الانساني في التاريخ. وتراكم المال بهذا الشكل عند بعض الافراد دون غيرهم له آثار سلبية على المجتمع من طرفين ؛ الطرف الاول : ان هذا التراكم يسبب حرماناً لعدد كبير من الافراد في الاستفادة من هذه الثروة وتوجيهها لمصلحة النظام الاجتماعي بصورة عادلة. والطرف الثاني : ان الاسراف الذي يرافق تراكم هذه الثروة عند بعض الافراد ضمن طبقة معينة ، يؤدي الى اهدار طاقات المجتمع وتبديد موارده الطبيعية التي خلقت في الاساس لاشباع حاجات جميع الافراد دون استثناء.
اما الاجر او الدخل السنوي للفرد فهو مؤشر آخر على انعدام عدالة توزيع الثروة الاجتماعية في النظام الصناعي الرأسمالي ؛ حيث ان نسبة
__________________
(١) (وليام دومهوف). من الذي يحكم امريكا الان؟ انجلوود كليفز ، نيوجرسي : برنتس ـ هول ، ١٩٨٣ م.