الاجتماعي (١) لسببين ؛ الاول : ان اغلب اعضاء هذه الطبقة عاطلون عن العمل. والثاني : ان هؤلاء الافراد ليست لديهم المهارة او الكفاءة في انجاز العمل الموكل لهم انجازه. ولما كان هؤلاء الافراد لايمثلون قيمة حقيقية في سوق العمل فانهم ـ حسب الفكرة الرأسمالية ـ لا يمثلون قيمة حقيقية في القوة السياسية والاقتصادية والاجتماعية للنظام الاجتماعي ؛ بمعنى ان الفرد الفقير الذي لا يستطيع ان يقدم انتاجاً مربحاً للعجلة الرأسمالية ليست له قيمة حقيقية في الحياة الانسانية (٢). ولا شك ان الحرمان الذي يصيب هذه الطبقة يدل دلالة واضحة على فشل النظام الرأسمالي في نظام توزيع الثروات الاجتماعية ، ويعتبر مؤشر ضعف في نظام عدالته القائم على اساس الربح والخسارة ، دون النظر الى النظام الاخلاقي في التعامل الاقتصادي وجني الارباح. فاذا كان الانسان غير قادر على الابداع فما ذنب ذريته التي تبقى ضمن الطبقة الاجتماعية نفسها ، جيلاً بعد جيل؟ بل كيف نضمن عدالة النظام اذا كان اشتراط النسب والثروة هو المقياس في التمسك باسباب القوة السياسية للنظام الرأسمالي الامريكي؟ واي ظلم افدح من حرمان الانسان الفقير حقه في تطوير قابلياته الذاتية لخدمة المجتمع الذي يرى فيه جذوره وتاريخه وثقافته وطموحاته؟
وبطبيعة الحال ، فان محافظة النظام الطبقي الامريكي على وجوده بكل قوة مدة قرنين من الزمان ، نابع من احكام قبضته الحديدية على النظام
__________________
(١) (جورج كيلدر). الثروة والفقر. نيويورك : الكتب الاساسية ، ١٩٨١ م.
(٢) (ميشيل هارينكتن). الفقر الامريكي الجديد. نيويورك : هولت. راينهارت وونستن ، ١٩٨٤ م.