اولها : العوائل التي تكون فيها الامهات ولاة الامور ، كالمطلقات والارامل وغيرهن اللاتي يعشن مع ابنائهن وبناتهن حيث يسمح النظام القضائي الرأسمالي للمرأة بالولاية الشرعية على الاسرة في حالة غياب الاب. وهذه المجموعة تشكل نصف العوائل الفقيرة في المجتمع الرأسمالي (١). ولما كانت الاسرة تفتقد المعيل ، تقوم الام مقام الاب وولي الامر في ترتيب امور العائلة المالية والاجتماعية. ويرجع سبب انضمام هذه العوائل الى الطبقة الفقيرة الى عدة اسباب ؛ منها : اولاً : ان اجور المرأة اقل من اجور الرجل لنفس العمل الذي تقوم به. ثانياً : ان هذه العوائل انكسر تشكيلها الاساسي بسبب الطلاق او وفاة الزوج ، فتضطر الام ـ حينئذٍ ـ الى رعاية ابنائها عن هذا الطريق. ثالثاً : ان (المذهب الفردي) الذي يؤمن به المجتمع الرأسمالي ادى الى انحلال العوائل الكبيرة التي يتم فيها التعاون الجماعي وقت الازمات العائلية كالعجز الجسدي ، ووفاة الزوج والطلاق.
ثانيها : الاطفال حسب المقياس الرأسمالي ؛ اي الافراد الذين لم يبلغوا سن الثامنة عشرة من العمر ، وهذه المجموعة تعد من افقر المجاميع الاجتماعية في النظام الاجتماعي الغربي. فخمس شباب واطفال الولايات المتحدة دون سن الثامنة عشرة ينضمون الى هذه الطبقة الفقيرة (٢) ؛ وهو دليل على تحلل النظام الاسري الرأسمالي من الالتزامات الخلقية والدينية برعاية الاحداث او من هم دون سن البلوغ الشرعي او القانوني ؛ علماً بان
__________________
(١) (روث سايدل). النساء والاطفال في المؤخرة : مأزق النساء الفقيرات في امريكا الغنية. نيويورك : فيكنك ، ١٩٨٦ م.
(٢) (شيلدون دانزايكر) و (دانيال واينبرغ). محاربة الفقر : ما الذي ينفع وما الذي لا ينفع؟ كامبردج ، ماساشوستس : مطبعة جامعة هارفارد ، ١٩٨٦ م.