يتقاعسون عن العمل ولا يحملون روح الجد والمثابرة (١). وهو امر بعيد عن الواقع ، لان اغلب الفقراء هم من الاطفال والنساء الذين لا معيل لهم. واغلب الرجال في الطبقة الفقيرة هم افراد يفتقدون المهارة المهنية التي تدفعهم الى الارتفاع الى طبقة اجتماعية اعلى. ومع ان رواد النظام الرأسمالي يزعمون بان مساعدة الحكومة الرأسمالية للفقراء هي مساعدة سخية (٢) ، الا ان الواقع يظهر ان المساعدة الواقعية المزعومة تبلغ حوالي اثنين بالمائة فقط من ميزانية النظام الرأسمالي السنوية ، بينما تصرف الحكومة الفيدرالية الامريكية اضعاف هذا المبلغ على قضايا التسلح وابحاث الفضاء والكماليات.
وتتمسك النظرية الرأسمالية ايضاً بفكرة اعطاء الفرص المتساوية لافراد المجتمع ، وتزعم ان ظاهرة انعدام العدالة بين افراد المجتمع ظاهرة تكاملية لانها تمنح الفرد المجد مكافأة تتناسب مع مقدار بذله للجهد المطلوب (٣). ولكنها تخفي في واقع الامر ، القيود التي تضعها على الفرد للانتقال الى المستوى الاجتماعي المتناسب مع جهده وطاقته الفكرية والبدنية ، وهي قيود الطبقية والنسب. فالطبقة الرأسمالية المتحكمة لا تفسح المجال لاي وارد يبحث عن فرص متساوية ، مهما بلغ جهده الفكري والبدني مبلغاً ؛ بل انها تدعي انه لما كان الفقراء يتحملون اللوم كاملاً على فشلهم في الحقل الاجتماعي فانهم لا يحتاجون الى يد تمتد لمساعدتهم ، وانما يحتاجون الى من
__________________
(١) (اريك اولين رايت). التركيب الطبقي وتعيين الدخل. نيويورك : المطبعة الاكاديمية ، ١٩٧٩ م.
(٢) (روبرت دال). الديمقراطية في الولايات المتحدة. بوستن : هوتن ميفلين ، ١٩٨١ م.
(٣) (ديفيد فيثرمان) و (روبرت هاوسر). الفرص والتغيير. نيويورك : المطبعة الاكاديمية ، ١٩٧٨ م.