ينقله الى عالم خيالي (١). ولكن هذا المنطق الرأسمالي يتناقض نفسه في اكثر من موقع. فالموقع الاول ، عندما حرم الكونغرس الامريكي الخمرة في الثلاثينيات من هذا القرن ، ثم عاد ورفع التحريم باعتبار ان التحريم يناقض مع الحرية الشخصية المزبورة في الدستور الامريكي. والموقع الثاني ، عندما حاولت الحكومة منع بيع وتعاطي المخدرات في الثمانينيات. فاذا كان النظام الرأسمالي لا يؤمن بالقيمومة على حرية الافراد الشخصية فلماذا يحرم تعاطي المخدرات؟ واذا كان النظام الرأسمالي يؤمن بتحديد الحرية الشخصية اذا كان الضرر محتماً ، فلماذا لا يحرم المسكرات؟
والمسألة الاخرى ان النظام الرأسمالي لايحث الرأسماليين على التبرع لمساعدة الفقراء. فالرأسماليون يتبرعون اساساً لتثبيت اسس النظام الاقتصادي والسياسي عن طريق اسناد المرشحين المنتخبين لمجالس النواب والشيوخ والادارات المحلية مالياً ، او يتبرعون لمساندة الجمعيات الخيرية التي تساند النظام الاجتماعي كالكنائس والمستشفيات والمراكز الفكرية (٢). وما نشاط مجاميع المنفعة الاقتصادية ، التي تمارس نفوذاً كبيراً على قرار الساسة والمشرعين والقضاة ، الا دليل على ذلك. وهكذا يبقى الفقراء فريسة سلوك الرأسماليين وطموح السياسيين ، وبذلك يضيع الحق وتفتقد العدالة المزعومة في ذلك النظام.
وتتحامل المدرسة الرأسمالية على الفقراء باعتبارهم متسولين محترفين ،
__________________
(١) (بيرناي زيلبرجيلد). انكماش امريكا : الخرافات حول التغيرات السايكولوجية. بوستن : ليتل براون ، ١٩٨٣ م.
(٢) (جيمس ساندكويست). ديناميكية النظام الحزبي. واشنطن دي سي : معهد بروكنكس ، ١٩٨٣ م.