الفصل التاسع
السفر من بغداد إلى البصرة
بعد أن أدينا ما علينا من رسوم ، وقدمنا الهبات والهدايا التي اعتادوا على تقديمها إلى مسؤولي بغداد ، وبعد أن أمضينا في هذه المدينة بضعة أيام. أخيرا توكلنا على الله وقررنا السفر ، فحملنا بضائعنا وأمتعتنا في اليوم الثالث عشر من شهر آذار سنة ١٥٨٠ على متن سفينة مزدوجة (مدرعة!) لأن كل السفن التي تنحدر إلى البصرة هي من هذا النوع ، أي أنها مبطنة من الداخل بطبقة سميكة مثبتة بمسامير ضخمة تمنحها قوة كبيرة جدّا ، وفي هذا المجال يجب أن تعرف أن أهل بغداد لافتقارهم إلى الخشب فإنهم يصنعون السفن من الواح المراكب القادمة من بيره جك ، لأن هذه المراكب ـ كما أسلفنا ـ عندما تصل إلى الفلوجة تفكك أوصالها وتباع.