يسجل فيه يوميات السفر ، ففي رحلته دقة لا نلقاها في نصوص الرحلات الأخرى ، فهو يذكر التواريخ والساعات وأسماء المواقع ، بحيث يستطيع القارئ تتبع محطات رحلته يوما بعد يوم.
إنه يحب الإختصار ، ولذا أهمل عن تعمد سرد أحداث الرحلة من البندقية إلى حلب لأن كثيرين من قبله تطرقوا إليها فهي معروفة لدى القراء ، وفعل ذلك أيضا في نهاية الرحلة إذ توقف عن الكلام بعد مغادرته بغداد.
ليس من الواضح أن كان بالبي يتكلم العربية أم لا ، ولعله كان يستطيع التفاهم بها ، فسأل مرافقيه عن أسماء المدن والقرى وكتبها نقلا عن السماع لا أكثر ، فضبط بعضها وتشوه بعضها في كتابه.
ملاحظات في الرحلة
(أ) لم يترك بالبي صغيرة ولا كبيرة دون أن يسأل عنها المسافرين أو الملاحين وكان يسجل في دفتره أسماء المواقع كما يسمعها منهم ، وأخبار الناس وعاداتهم كما يفهمها من مرافقيه. لذا نجد في رحلته وصفا حسنا للسفن والقوارب المستعملة في العراق ، وأسماء المدن والقرى ، وبعض الملاحظات عن المواقع الأثرية في قطرنا.
وهنا لا بد أن أشير إلى الصعوبة التي جابهتنا أثناء