الحمام من هناك (١) ، فيصل إلى بغداد في اليوم نفسه فعندما يلاحظ صاحب البيت وصول الحمام يخرج الرسالة ويطلع على فحواها ، وهكذا يتعرف تجار بغداد على شؤون السوق بطريقة سهلة لا تكلفهم شيئا مع المحافظة على السرية في الوقت نفسه ، وهذا أمر جزيل الفائدة لهؤلاء التجار.
مغادرة البصرة
بعد أن أدينا ما علينا من رسوم ، وقدمنا الهبات الضرورية في البصرة ، ثم تحرينا عن شؤون البحر فتأكدنا من إستتباب الأمن فيه ، عندئذ استأجرنا على بركة الله إحدى السفن من النوع الذي يمخر ما بين البصرة وهرمز ، وذلك في اليوم التاسع من نيسان (١٥٨٠) وقد استأجرنا السفينة باكملها من العنبار إلى السطح ، لأنهم يحجزون عادة العنبار
__________________
(١) في الطبعة الللاتينية للرحلة يوجد رسم يمثل ثلاثة تجار يطلقون الحمام (بينيتو) وكذلك في الطبعة الهولندية ومنها نسخة في مكتبة المتحف العراقي. وعن الحمام أنظر الجاحظ : الحيوان ١ : ٤٣٥ تحقيق يحيى الشامي ، القاهرة ١٩٩٧ الدميري : حياة الحيوان الكبرى ١ : ٣٨٢ ، القاهرة ١٣٧٤ ه ويسمي النويري هذا النوع من الحمام «العلوي» ويقول عنه انه : «يطلب وكره ولو أرسل مسافة ألف فرسخ ، ويحمل البطائق ويأتي بها» النويري : نهاية الأرب ١٠ : ٢٧٠ وأنظر : ميخائيل صباغ : مسابقة البرق والغمام في سعادة الحمام باريس ١٨٠٥ واعاد نشرها حكمت توماشي ، مجلة المورد ٢ (١٩٧٣) العدد ٣ ص ١٤١ ـ ١٥٢.