وفي «العمارة» تستوفى ثلاث شاهيات عن الحمل الواحد ، لكنهم هنا لا يعدون الأحمال بل يكتفون بتقدير عددها في كل سفينة لكي لا ينزلوا البضائع من على متن السفينة ؛ اما عن القوارب الملحقة فيستوفون ٢٢ مؤيديا.
أما في «الجديدة» فيأخذون ١٧ شاهية عن السفينة يدفع التاجر منها تسع شاهيات والباقية على صاحب المركب.
إنهم يطلبون الشهادة التي ذكرناها سابقا لسببين :
الأول ـ لفائدة التاجر على أنه أدى ما عليه من رسوم في كل الأماكن التي مر بها. والسبب الثاني ـ لخير السفن نفسها : إذ ينبغي على التاجر تسليم جميع الشهادات (أي الوصولات) التي جمعها إلى أصحاب السفن من أجل إبرازها في طريق الرجوع إلى أماكنهم فتشهد على أنهم دفعوا كل الرسوم المترتبة عليهم. وبعكس ذلك يتوجب عليهم الرسوم ثانية إذا أرادوا المرور.
الوصول إلى بغداد
أستغرق السفر من البصرة إلى بغداد ثمانية وثلاثين يوما. تملكنا الخوف خلال هذه الأيام تارة من قطاع الطرق ، وتارة أخرى خوفا من الغرق ، لأن السفن كانت تصطدم الواحدة بالأخرى خاصة عند نشر الأشرعة إذ تدفعها الريح أو عندما تحاول إحدى السفن السباق مع الأخرى!