لتعبئته بالتمور. أما المبلغ الذي اتفقنا عليه فهو ٢٠٠ لاريا ، ونحن نعلم أن هذا المبلغ هو أعلى من المألوف لكننا إضطررنا إلى ذلك لأن السفن رفضت الخروج إلى عرض البحر خوفا من القراصنة ، لأن عددا كبيرا من السفن كان تم استئجاره وكانت متأهبة للرحيل لكنها لم تقلع للسبب المذكور ، إذ كان القراصنة يجوبون البحار وينهبون كل ما تصل إليه ايديهم.
حملنا الضائع في السفينة وفي مساء الحادي والعشرين من نيسان صعدنا على السفينة ، وفي صباح اليوم التالي تركنا قناة البصرة وتوجهنا إلى نهر دجلة الكبير (١) الذي يوجد على ضفته ضريح أحد أوليائهم ، ويسمى ذلك المكان «سيكالي» Siccali ومن عادات الملاحين أنهم حين وصولهم إلى هذا الموضع يطلبون تبرعا من التجار فيتصدقون من أموال الآخرين على الضريح المذكور.
دخلنا النهر ، وإذ كانت المياه بإرتفاع بسبب المد لذلك أوقفنا السفن. وكان برفقتنا سبع سفن أخرى فضلا عن سفينتنا ، ولم نستطع التقدم نحو البحر إلى أن بدا الماء بالهبوط أو الإنحسار بعد منتصف النهار ، عندئذ بدأنا بالتقدم
__________________
(١) بالأحرى شط العرب.