ولما كانت الرياح الشمالية حسنة فقد أكملنا سيرنا حتى منتصف الليل. ولكن بعد ذلك هبت رياح عاتية فتملكنا الفزع من أن تبتلعنا الأمواج. ولشدة الرياح انسكب ماء الشرب المحفوظ في أحد الصندوقين ، وتقطعت الحبال المربوطة إلى الدفة ، وبالكاد أستطعنا أن نحافظ على سلامة الشراع. فبقيت السفينة بلا قيادة وزاد الخطر أكثر من السابق فشرعنا نصلي! وأخيرا توقفت الريح وهدأ البحر نحو الساعة ٢١ من اليوم السابع والعشرين من ذلك التشهر فأكملنا السير طوال الليل.
صباح اليوم التالي وهو ٢٨ من الشهر وصلنا إلى موضع يقع إلى اليسار أي قرب الشواطئ الفارسية وهي جزيرة يقال لها «الجبل». هناك غطس رباننا في البحر لأنه لاحظ وجود ثقب في المركب كان الماء يتسرب منه. فأدخل في الثقب قطعة خشب مصنوعة خصيصا لسد مثل هذه الثقوب يبلغ طولها نصف ذراع ، ويلف في رأسها شعر ـ ذيل ـ حصان. فالرجل الذي يغطس في الماء يذهب إلى موضع الثقب في السفينة وما أن يمد الخشبة المذكورة حتى يجذب الثقب الشعيرات فيدفع الخشبة حالا. إنه امر عجيب حقا بهذه الطريقة يعرف صاحب السفينة أين هي العيوب في سفينته فيعالجها حالا كما حدث في سفينتنا. وأضيف بهذا الصدد شيئا آخر عن هؤلاء الملاحين ، فهم عند الغطس