جعفر بن محمد بن شيرويه القطان ، قال حدّثنا حريث بن محمد ، حدّثنا إبراهيم بن حكم بن أبان ، عن أبيه ، عن السدّي ، عن ابن عباس في قوله : (وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا ...) إلى آخر الآية ، قال : نزلت في آل محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم.
٣٣٤ ـ (٢٥) ـ شواهد التنزيل : فرات ، عن أحمد بن موسى ، عن مخوّل ، عن عبد الرحمن ، عن القاسم بن عوف ، قال : سمعت عبد الله بن محمّد يقول : (وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ ...) الآية ، قال : هي لنا أهل البيت.
٣٣٥ ـ (٢٦) ـ الدرّ المنثور : أخرج أحمد وابن مردويه (واللفظ له)
__________________
المصرّحة بذلك ، ويأتي لذلك مزيد توضيح إن شاء الله تعالى ، فالحديث معدود في الأحاديث المبشّرة بظهوره عليهالسلام.
(٢٥) ـ شواهد التنزيل : ج ١ ص ٤١٣ ح ٥٧٢.
(٢٦) ـ الدرّ المنثور : ج ٥ ص ٥٥.
وقال القرطبي في الجامع لأحكام القرآن (ج ١٢ ص ٢٩٨) : وقال قوم : هذا وعد لجميع الأمّة في ملك الأرض كلّها تحت كلمة الإسلام كما قال عليه الصلاة والسلام زويت لي الأرض فرأيت مشارقها ومغاربها ، وسيبلغ ملك أمّتي ما زوي لي منها.
واختار هذا القول ابن عطيّة في تفسيره حيث قال : والصحيح في الآية أنّها في استخلاف الجمهور ، واستخلافهم هو أن يملّكهم البلاد ويجعلهم أهلها كالذي جرى في الشام والعراق وخراسان والمغرب.
(بحث تفسيري)
لا يخفى أنّ ظاهر الآية يقتضي كون مخاطبها جميع الأمّة كما يقتضي اختصاص وعد الله بما ذكر في الآية بالذين آمنوا وعملوا الصالحات ، سواء في ذلك الموجودون في حال الخطاب وغيرهم ؛ لأنّ الخطاب يشمل الطائفتين كما برهن عليه في اصول الفقه.
والظاهر أنّ المراد بالأرض جميعها ، لا أرض مكّة والمدينة وما ملكه المسلمون في عصر النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم أو في عصر الصحابة ، وعلى هذا يكون المستفاد من الآية أنّ المؤمنين والامّة المؤمنة وعدوا بذلك طائفتهم وجماعتهم ، ففي أيّ زمان تحقّق