حتّى استحييت ، فصاح بي : لا تستحي يا عيسى! فإنّه من طعام الجنّة لم تصنعه يد مخلوق ، فأكلت ، فرأيت نفسي لا تنتهي عنه من أكله ، فقلت : يا مولاي حسبي ، فصاح بي : أقبل إليّ ، فقلت في نفسي : آتي مولاي ولم أغسل يدي ، فصاح بي : يا عيسى ، وهل لما أكلت غمرة؟ فشممت يدي فإذا هي أعطر من المسك والكافور ، فدنوت منه عليهالسلام فبدا لي نور غشي بصري ، ورهبت حتى ظننت أن عقلي قد اختلط ، فقال لي : يا عيسى! ما كان لك أن تراني لو لا المكذّبون القائلون أين هو؟ ومتى كان؟ وأين ولد؟ ومن رآه؟ وما الذي خرج إليكم منه؟ وبأيّ شيء نبأكم؟ وأيّ معجز أتاكم؟ أما والله لقد دفعوا أمير المؤمنين مع ما رووه وقدّموا عليه ، وكادوه وقتلوه ، وكذلك فعلوا بآبائي عليهمالسلام ولم يصدّقوهم ، ونسبوهم الى السحرة والكهنة وخدمة الجنّ إلى ما تبين ... الى أن قال : يا عيسى فخبّر أولياءنا ما رأيت ، وإيّاك أن تخبر عدوّنا فتسلبه (فتسليه خ) فقلت : يا مولاي ادع لي بالثبات ، فقال لي : ولو لم يثبّتك الله ما رأيتني ، فامض بحاجتك راشدا ، فخرجت وأنا أكثر حمدا لله وشكرا.
٨٤١ ـ (٢١) ـ الكافي : علي بن محمّد ، عن محمّد بن شاذان بن
__________________
(٢١) ـ الكافي : ج ١ ص ٣٣١ ب ١٣٥ ح ٦ ؛ إعلام الورى : الركن الرابع ق ٢ ب ١ ف ٣ ، في ذكر من رآه «بسنده عن خادمة لإبراهيم بن عبدة وكانت من الصالحات قالت : كنت واقفة مع إبراهيم على الصفا فجاء صاحب الأمر عليهالسلام حتى وقف معه ... الخ» الوافي : ج ١ ص ١٧٢ س ١٧ ب تسمية من رآه ؛ البحار : ج ٥٢ ص ١٣ و ١٤ ب ١٨ ح ٩ ؛ الإرشاد : ص ٣٥٠ ب ذكر من رأى الإمام الثاني عشر عليهالسلام ؛ غيبة الشيخ : ص ٢٦٨ ح ٢٣١ ب من رآه عليهالسلام وفيه : «إبراهيم بن عبدة» ؛ تبصرة الولي : ص ٥٥ ـ ٥٦ ح ٢٤ وص ٢٧٤ ح ١٠٥ ؛ كشف الغمة : ج ٢ ص ٤٥٠.
أقول : لم أجد ترجمة لهذه الخادمة الصالحة في ما كان عندي من كتب الرجال مع