لتحصيل الغنيمة عاجلاً والثواب آجلاً والإصلاح بين الإثنين ، والشفاعة السيّئة : بعكس هذا قال : والتفسير الأخير بعيد في هذا المقام (١) إنتهى كلامه ولا يخفى بعده عن الصّواب.
تتمّة
قال بعض العلماء : الشفاعات خمس :
الأولى : الإراحة من هول الموقف ، وهذه يشترك فيها جميع الاُمم كما دلّت عليه الأخبار.
الثانية : في إدخال قوم الجنّة بغير حساب.
الثالثة : في إدخال قوم حوسبوا واستحقّوا العذاب أن لا يعذّبوا.
الرابعة : في إخراج من أدخل النّار من العصاة.
الخامسة : في رفع الدرجات.
وأنكر بعض المعتزلة والخوارج الشفاعة الرابعة ، وتمسّكوا بقوله تعالى : «فَمَا تَنفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ» (٢) وبقوله تعالى : «مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ» (٣).
واُجيب بأن هذه الآيات في الكفّار ، ومذهب أصحابنا والأشاعرة جواز الشفاعة عقلاً ووجوبها سمعاً لصريح قوله تعالى : «يَوْمَئِذٍ لَّا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَٰنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلًا» (٤). وقوله تعالى :
__________________
١ ـ مجمع البيان : ج ٣ ـ ٤ ، ص ٨٤ ، نقلاً بالمعنى.
٢ ـ المدّثر : ٤٨.
٣ ـ غافر : ١٨.
٤ ـ طه : ١٠٩.