وإن حملت معنى أهله الطاهرين عليهم السلام على الذين هم أعمّ من المعصومين عليهم السلام وفسّرت الطهارة بالطهارة في الميلاد والنسب ، فلك جعل الشفاعة فيهم وفي أُمّته المؤمنين ، وكانت (في) متعلّقة بالشفاعة فيكون أهله وأُمّته هم المشفوع فيهم ، كما روي عنه عليه السلام إنّه قال : أوّل من أشفع له يوم القيامة أهل بيتي ثم الأقرب فالأقرب (١).
وعن ابن عباس : في قوله تعالى : «وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى» (٢) ولسوف يشفّعك يا محمّد يوم القيامة في جميع أهل بيتك تدخلهم كلّهم الجنّة ترضى بذلك عن ربّك (٣).
وعن علي عليه السلام : أنّه قال صلى الله عليه واله وسلم : إذن لا أرضى وواحد من أُمّتي في النار (٤).
وعن الصادق عليه السلام : رضا جدّي صلى الله عليه واله أن لا يدخل النار موحّد (٥).
ولقد أغرب من زعم أنّ المراد بحسن الشفاعة ، الشفاعة الحسنة في قوله تعالى : «مَّن يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُن لَّهُ نَصِيبٌ مِّنْهَا وَمَن يَشْفَعْ شَفَاعَةً سَيِّئَةً يَكُن لَّهُ كِفْلٌ مِّنْهَا» (٦).
ثم قال : وقد فسّرت الشفاعة الحسنة بالشفاعة فيما يجوز في الدين والدعاء للمؤمنين أو أن يصير الإنسان شفيع صاحبه في جهاد عدوّه
__________________
١ ـ ما يقرب منه في المناقب لإبن شهراشوب : ج ٢ ، ص ١٦٤.
٢ ـ الضحى : ٥.
٣ ـ المناقب لإبن شهراشوب : ج ٢ ، ص ١٦٥.
٤ ـ غرائب القرآن ورغائب الفرقان : ج ٣ ، ذيل الآية ٥ من السورة الضحى.
٥ ـ غرائب القرآن ورغائب الفرقان : ج ٣ ، ذيل الآية ٥ من سورة الضحى.
٦ ـ النساء : ٨٥.