الطاهرين وأُمّته المؤمنين أجلّ ما وعدته من حسن الشفاعة في يوم القيامة فلا يكون المشفوع فيهم له ذكر هنا ، وقد نقل إجماع المفسّرين في قوله تعالى : «عَسَىٰ أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَّحْمُودًا» (١) ، على أن المقام المحمود هو مقام الشفاعة.
وعن الباقر عليه السلام : في قوله تعالى : «وَتَرَىٰ كُلَّ أُمَّةٍ جَاثِيَةً كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعَىٰ إِلَىٰ كِتَابِهَا الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ» (٢) قال : ذاك النبيّ صلى الله عليه واله وعليّ عليه السلام يقوم على كوم قد علا على الخلايق فيشفع ، ثم يقول : يا عليّ إشفع فيشفع ويشفع ، الرجل في القبيلة ويشفع الرجل في أهل البيت ويشفع الرجل للرجلين على قدر عمله فذلك المقام المحمود (٣).
وعنه عليه السلام : في قوله تعالى : «وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ» (٤) قال : شفاعة النبيّ : «وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ» (٥) : شفاعة عليّ ، «أُولَٰئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ» (٦) شفاعة الأئمة (٧).
وروي أنّ أقلّ المؤمنين شفاعة من يشفع في ثلاثين ألفاً (٨).
والأخبار في ذلك كثيرة.
__________________
١ ـ الإسراء : ٧٩.
٢ ـ الجاثية : ٢٨.
٣ ـ المناقب لإبن شهراشوب : ج ٢ ، ص ١٦٥.
٤ ـ يونس : ٢.
٥ ـ الزمر : ٣٣.
٦ ـ الحديد : ١٩.
٧ ـ المناقب لإبن شهراشوب : ج ٢ ، ص ١٦٥.
٨ ـ بحار الأنوار : ج ٨ ، ص ٥٨ ، ح ٧٥.