هذا التبديل إنّما يكون في الدنيا فيبدّلهم بالشرك إيماناً وبقتل المسلمين قتل المشركين وبالزنا عفة وإحصاناً (١).
فبشّرهم الله أنّه يوفّقهم لهذه الأعمال الصالحة إذا تابوا وآمنوا وعملوا سائر الأعمال الصالحات.
وقال الزجاج : السيّئة بعينها لا تصير حسنة ، ولكن السيّئة تمحى بالتوبة وتكتب الحسنة مع التوبة (٢).
وذهب سعيد بن جبير : إلى ظاهر الآية وهو أنّه تعالى يمحو السيّئة عن العبد ويثبت له بدلها الحسنة وأكّد هذا الظاهر بما روي مرفوعاً : ليتمنّينّ أقوام أنّهم أكثروا من السيّئات ، قيل : من هم يا رسول الله؟ قال : الذين يبدّل سيّئاتهم حسنات (٣).
وقال القاضي والقفّال : إنّه تعالى يبدّل بالعقاب الثواب ، فذكر السبب وأراد المسبّب (٤).
وقيل : يبدّل بملكة المعصية ودواعيها في النفس ملكة الطاعة بأن يزيل الأولى ويأتي بالثانية.
وروى علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن أبي جعفر وإبراهيم ، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام : قال إذا كان يوم القيامة أوقف الله المؤمن بين يديه وعرض عليه عمله فينظر في صحيفته فأوّل ما يرى سيّئاته فيتغيّر عند ذلك لونه ، فيقول الله عزّوجلّ : بدّلوا سيئاته حسنات وأظهروها للناس
__________________
١ ـ مجمع البيان : ج ٧ ـ ٨ ص ١٨٠ ، مع اختلاف يسير في العبارة.
٢ ـ التفسير الكبير للفخر الرازي : ج ٢٤ ، ص ١١٢.
٣ ـ الدر المنثور : ج ٥ ، ص ٧٩ ـ ٨٠.
٤ ـ أنوار التنزيل : ج ٢ ، ص ١٥١ ، والتفسير الكبير : ج ٢٤ ، ص ١١٢.