ويقابله ، الشرّ فيكون كلّياً يندرج تحته جميع الأعمال السيّئة ، وإضافة القائد إلى الخير من إضافة الفاعل إلى المفعول ، وفيه إستعارة لطيفة ، فإنّ القائد لمّا كان من شأنه أن يقود الدابّة حتّى يصل بها إلى الموضع المقصود ، وكان عليه السلام قد جاء بالخير وأوصله إلى الخلق ، لا جرم حسنت إستعارة القائد له.
قوله عليه السلام : «ومفتاح البركة» المفتاح : ما يفتح به المغلاق ، والمفتح مثله ، وكأنّه مقصود من الأوّل ، وجمع الأوّل : مفاتيح ، والثاني : مفاتح بغير ياء.
و «البركة» ـ محرّكة ـ النماء والزيادة والسعادة ، وفيه إستعارة بديعيّة جداً وذلك : إنّ الكفر والضلال لمّا كانا مانعين من نماء الأعمال وسعادة الدارين ، شبّههما بالمغلاق الذي يمنع من الدخول إلى الدار. ولمّا كان صلى الله عليه واله رافعاً للكفر ، وماحياً للضلال ، وكان سبباً للإقدام على إستفادة الخيرات الزاكية ، والسعادات النامية ، شبّهه بالمفتاح.
* * *