الركبة ، ومجمع الساق والفخذ ، لأنّ طول السجود أثّر في ثفناته.
وبرز على الصعيد العلمي والديني إماماً في الدين ، ومناراً في العلم ، ومرجعاً في الحلال والحرام ، ومثلاً أعلى في الورع والعبادة والتقوى ، وآمن المسلمون جميعاً بعلمه واستقامته وأفضليّته ، وانقاد الواعون منهم إلى زعامته وفقهه ومرجعيّته.
قال الزهري : مارأيت هاشميّاً أفضل من علي بن الحسين ولا أفقه منه (١).
وقال في كلام آخر : ما رأيت قرشيّاً أورع منه ولا أفضل (٢).
وكان يصلّي في اليوم والليلة ألف ركعة ، وكانت الريح تميله بمنزلة السنبلة (٣).
وكان كثير الصدقة بالليل ، وكان يقول : صدقة الليل تطفىء غضب الرّب ، وتنوّر القلب والقبر ، وتكشف عن العبد ظلمة يوم القيامة ، وقد قاسم لله تعالى ماله مرّتين (٤).
وروى أبو الفرج الإصفهاني بإسناده عن أبي حمزة الثمالي قال : كان علي بن الحسين عليه السلام يحمل جراب الخبز على ظهره فيتصدّق به ، ويقول : إن صدقة الليل تطفىء غضب الرّب (٥).
__________________
١ ـ الأغاني : ج ١٥ ، ص ٣١٥ ، وتذكرة الخواص لإبن الجوزي : ص ٣٣١ ، والإرشاد للشيخ المفيد : ص ٢٥٧.
٢ ـ البداية والنهاية : ج ٩ ، ص ١٠٩.
٣ ـ الإرشاد للشيخ المفيد : ص ٢٥٦ ، والبداية والنهاية : ج ٩ ، ص ١١٠.
٤ ـ البداية والنهاية : ج ٩ ص ١١٠ ، وحلية الأولياء : ج ٣ ص ١٣٦.
٥ ـ الأغاني : ج ١٥ ، ص ٣١٥.