سيّد الساجدين ، وقدوة المقتدين ، إمام المؤمنين أبي الحسن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام من أئمّة أهل البيت الذين أذهب الله عنهم الرّجس وطهّرهم تطهيراً.
وهو الرابع من أئمّة أهل البيت ، وجدّه الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وصيّ رسول الله صلى الله عليه واله وأوّل من أسلم ، وكان منه بمنزلة هارون من موسى كما صحّ في الحديث.
وجدّته فاطمة الزهراء عليها السلام بنت رسول الله صلى الله عليه واله وبضعته وفلذّة كبده وسيّدة نساء العالمين كما كان أبوها يصفها.
وأبوه الإمام الحسين عليه السلام أحد سيّدي شباب أهل الجنّة ، سبط الرسول وريحانته ، وقال جدّه : «حسين منّي وأنا من حسين» وهو الذي استشهد في يوم عاشوراء دفاعاً عن الإسلام والمسلمين.
وأمّه شاه زنان بنت يزدجرد بن شهريار بن كسرى ، وقيل : كان اسمها شهربانويه. وفيه يقول أبو الأسود الدئلي :
وإنّ غلاماً بين كسرى وهاشم |
|
لأكْرِم من نيطت عليه التمائم |
وقد ولد الإمام علي بن الحسين عليه السلام بالمدينة المنوّرة سنة ثمان وثلاثين من الهجرة قبل وفاة جدّه أمير المؤمنين عليه السلام بسنتين ، فعاش في كنف جدّه سنتين ، ثم نشأ في مدرسة عمّه الحسن عليه السلام اثنتي عشر سنة ، ومع أبيه الحسين عليه السلام ثلاثاً وعشرين سنة ، وعاش بعد أبيه أربعاً وثلاثين سنة ، وتوفّي بالمدينة المنوّرة سنة خمس وتسعين للهجرة ، وله يومئذ سبع وخمسون سنة ، ودفن بالبقيع بجنب عمّه الحسن عليه السلام في القبّة التي فيها العباس بن عبد المطّلب رضى الله عنه.
وكان يقال له : ذو الثفنات جمع ثفنة بكسر الفاء. وهي من الإنسان