حدثت يومئذ أي يوم وقوع الهلاك أو يوم القيامة ، والخزي : الذل العظيم البالغ حد الفضيحة ، إن ربك هو القوي القادر الغالب على كل شيء ، الذي لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء ، وكلمة (يَوْمِئِذٍ) إما بفتح الميم فهو معرب ، أو بكسرها فهو مبني مضاف لغير متمكن.
وأصبح أمرهم أنه أخذتهم صيحة العذاب وهي الصاعقة ذات الصوت الشديد المهلك ، التي تزلزل القلوب ، وتصعق عند سماعها النفوس ، فصعقوا بها جميعا ، وأصبحوا جثثا هامدة ملقاة على الأرض.
وكأنهم لسرعة هلاكهم لم يوجدوا في الدنيا ، ولم يقيموا في ديارهم ، بسبب كفرهم وجحودهم بآيات ربهم ، ألا إنهم كفروا بربهم ، فاستحقوا عقابه الشديد ، ألا بعدا لهم عن رحمة الله ، وسحقا لثمود ، وهلاكا لهم ولأمثالهم.
فقه الحياة أو الأحكام :
دلت قصة صالح مع قومه ثمود على العبر والعظات التالية :
١ ـ إن جحود ثمود وكفرهم بآيات الله وعدم إطاعتهم أوامر رسولهم كان هو شأن هؤلاء القوم إيثارا لتقليد الآباء والأسلاف ، بالرغم من أن صالحا عليهالسلام منهم نسبا وقبيلة ، وأقام لهم الأدلة الكافية الشافية على وجوب عبادة الله وتوحيده ، من الخلق والإيجاد في الأرض ، وجعلهم عمارا لها.
٢ ـ إن الاستغفار من الذنوب والتوبة من المعاصي سبب سريع لإجابة الدعاء ؛ لأن الله قريب من عباده ، رحيم بهم ، مجيب دعوة المحتاجين والمضطرين ، قريب الإجابة لمن دعاه.
٣ ـ لا تلاقي بين جحود الجاحدين من ثمود وأمثالهم وبين النبي صالح وأمثاله من الأنبياء ؛ لأن الجاحدين متمسكون بتقليد الآباء والأسلاف ، والنبي ثابت على مبدئه ثبوت الجبال الراسيات ، لأنه على يقين من صحة دعوته ، وبصيرة من