وإنما نمدّ إليه أيدينا ؛ لأنا لا نأكل. ولوط : النبي الكريم ابن أخي إبراهيم وأول من آمن به.
(وَامْرَأَتُهُ قائِمَةٌ) وراء الستر ، تسمع محاورتهم ، أو تقوم بالخدمة. (فَضَحِكَتْ) سرورا بزوال الخوف ، أو بهلاك أهل الفساد (وَمِنْ وَراءِ إِسْحاقَ يَعْقُوبَ) أي وهبناها من بعد إسحاق يعقوب (يا وَيْلَتى) أصله يا ويلي وهلاكي أي يا عجبا ، وهي كلمة تقال عند التعجب من بلية أو فجيعة أو فضيحة. (بَعْلِي) زوجي ، وأصله القائم بالأمر ، ويجمع على بعولة (شَيْخاً) ابن مائة أو مائة وعشرين (أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ) ابنة تسعين أو تسع وتسعين ، فهي عقيم (إِنَّ هذا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ) يعني الولد من هرمين ، وهو تعجب من حيث العادة لا القدرة الإلهية (مِنْ أَمْرِ اللهِ) قدرته وحكمته ، فإن خوارق العادات باعتبار أهل بيت النبوة ومهبط المعجزات ، وتخصيصهم بمزيد النعم والكرامات ، ليس ببدع ولا حقيق بأن يستغربه عاقل ، فضلا عمن نشأت وشبت في ملاحظة الآيات. (إِنَّهُ حَمِيدٌ) تحمد أفعاله (مَجِيدٌ) كثير الخير والإحسان (الرَّوْعُ) الخوف والرعب (وَجاءَتْهُ الْبُشْرى) بدل الروع.
(يُجادِلُنا فِي قَوْمِ لُوطٍ) يجادل رسلنا في شأنهم قائلا : إن فيها لوطا. (لَحَلِيمٌ) غير عجول على الانتقام من المسيء إليه (أَوَّاهٌ) كثير التأوه من الذنوب والتأسف على الناس (مُنِيبٌ) راجع إلى الله ، والمقصود من ذلك بيان الحامل له على المجادلة وهو رقة قلبه وفرط رحمته.
(يا إِبْراهِيمُ) على إرادة القول ، أي قالت الملائكة : يا إبراهيم (أَعْرِضْ) عن هذا الجدال (إِنَّهُ قَدْ جاءَ أَمْرُ رَبِّكَ) قدره بمقتضى قضائه الأزلي بعذابهم وهو أعلم بحالهم (غَيْرُ مَرْدُودٍ) غير مصروف بجدال ولا دعاء ولا غير ذلك.
المناسبة :
هذه هي القصة الرابعة من القصص المذكورة في هذه السورة ، وقد ذكرت قصة إبراهيم في سورة البقرة ، وذكر إبراهيم في القرآن كثيرا ، ذكر مع أبيه وقومه ، وذكر هنا مع الملائكة مبشرين له بإسحاق ويعقوب ، مخبرين له بهلاك قوم لوط ، وذكر مع إسماعيل خاصة في موضع آخر ، وكانت قرى لوط بنواحي الشام ، وإبراهيم ببلاد فلسطين ، فلما أنزل الله الملائكة بعذاب قوم لوط ، مروا بإبراهيم ونزلوا عنده ، وكان كل من نزل عنده يحسن ضيافته.
التفسير والبيان :
والله لقد جاءت رسلنا الملائكة وهم جبريل وميكائيل وإسرافيل ، وقيل مع