قال ابن كثير : فلهذا أنزل أشرف الكتب ، بأشرف اللغات ، على أشرف الرسل ، بسفارة أشرف الملائكة ، وكان ذلك في أشرف بقاع الأرض ، وابتدئ إنزاله في أشرف شهور السنة ، فكمل من كل الوجوه.
ولهذا قال تعالى : (نَحْنُ نَقُصُّ ..) أي نحن نخبرك بأحسن الأخبار ، بسبب إيحائنا إليك هذا القرآن ، الذي جاء تاما كاملا مفصلا كل شيء ، وجاءت قصة يوسف كاملة تامة مفصلة ذات أهداف سامية وعبر كثيرة. وإن كنت من قبل ما أوحينا أي من قبل إيحائنا إليك من الغافلين عما عرفناك به ، أي من الجاهلين به ، فلا علم لك به قط ، شأنك شأن قومك ، لا يعلمون من قصص الماضين وأخبارهم شيئا.
فقه الحياة أو الأحكام :
دلت الآيات على ما يلي :
١ ـ القرآن الكريم كتاب مبين ، أوضح الحلال والحرام ، والحدود والأحكام ، والشرائع والأخلاق ، ليكون هدى للعالمين ، وبركة وخيرا للناس أجمعين ، فهو معجزة بيّنة لمحمد صلىاللهعليهوسلم.
٢ ـ القرآن العظيم نزل بلسان عربي مبين ، يقرأ بلغة العرب ، فكان معشر العرب أولى الناس بالإيمان به ، وفهم ما فيه ، وتعلم معانيه.
٣ ـ القرآن بيان جلي متضمن أحسن القصص ، وأثبت الأخبار ، وأجدى الآثار وتواريخ الأمم الماضية. والمراد بأحسن القصص : أنه اقتص على أبدع طريقة وأعجب أسلوب ، أي أن المراد من الحسن حسن البيان وكون الألفاظ بالغة بالفصاحة حد الإعجاز.
٤ ـ قصة يوسف عليهالسلام أحسن القصص ، والسبب في تسمية هذه