والوسائد والطعام الذي يقطع بالسكاكين من أترج ونحوه ، وأعطت كل واحدة من النساء سكينا لقطع اللحم والفاكهة. ونحوها ، وذلك مكيدة منها ، ومقابلة لهن في احتيالهن على رؤيته ، فمكرت بهن كما مكرن بها.
(وَقالَتِ : اخْرُجْ عَلَيْهِنَ) أي وبيناهم في تناول الفاكهة والطعام ، وكلّ تمسك بسكينها ، أمرته بالخروج عليهن ، بعد أن كانت قد خبأته في مكان آخر ، وكانت ذكية ماهرة في اختيار الوقت المناسب وهو أن يفجأهن وقت انشغالهن بما يقطعنه ويأكلنه.
(فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ ..) أي فلما خرج ورأينه ، أعظمنه ، ودهشن لجماله الفائق وحسنه الكامل ، وجعلن يقطعن أيديهن ، اندهاشا برؤيته ، فجرحن أيديهن ، وهن يظنن أنهن يقطعن ما قدم لهن من طعام ، وهكذا يفعل المدهوش الذي اجتذب نظره حادث مؤثر ، أو منظر غريب ، أو شيء مثير.
(وَقُلْنَ : حاشَ لِلَّهِ) بحذف الألف للتخفيف واتباع المصحف ، وقرأ أبو عمرو : وحاشا لله بإثبات الألف وهو الأصل ، لأنها من المحاشاة وهي التنحية والتبعيد ، وحاشا : كلمة تفيد معنى التنزيه ، أي وقلن لها على الفور تنزيها لله تعالى عن العجز ، وتعجبا حيث قدر على خلق جميل مثله : وما نرى عليك من لوم بعد هذا الذي رأينا ؛ لأنهن لم يرين في البشر مثله ، ولا قريبا منه ، فإنه عليهالسلام قد أعطي شطر الحسن ، كما ثبت ذلك في الحديث الصحيح في حديث الإسراء : أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم مرّ بيوسف عليهالسلام في السماء الثالثة ، فقال : «فإذا هو قد أعطي شطر الحسن».
ما هذا الذي رأيناه من جنس البشر ، وما هو إلا ملك كريم من الملائكة تمثل في صورة بشر ، والمقصود إثبات الحسن العظيم له ؛ لأنه استقر في الطباع أن لا حي أحسن من الملك ، وأن لا حي أقبح من الشيطان. فلما رأت النساء روعة