الدين ، وحينئذ يجب حمل الاستثناء على الاستثناء المنقطع ، حتى لا تلزم هذه المحذورات.
ثم استثنى الله تعالى من جنس الإنسان الصابرين العاملين الصالحات بقوله :(إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ ..).
أي إلا الذين صبروا على الشدائد والمكاره كالجهاد والفقر والمصيبة ، وعملوا الصالحات أي الأعمال الطيبة المفيدة في حال الرخاء أو النعمة والعافية ، كأداء الفرائض وشكر النعمة وأعمال البر والخير والإحسان للناس ، والتقرب إلى الله بصالح الأعمال ، أولئك لهم مغفرة لذنوبهم بعملهم الصالح أو بما يصيبهم من الضراء ، وأجر كبير في الآخرة على ما عملوا من بر وخير وما أسلفوا في زمن الرخاء ، أقله الجنة.
وفي معنى الآية قوله تعالى : (وَالْعَصْرِ ، إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ ، إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ ، وَتَواصَوْا بِالْحَقِّ ، وَتَواصَوْا بِالصَّبْرِ) [العصر ١٠٣ / ١ ـ ٣] والحديث النبوي الثابت : «والذي نفسي بيده لا يصيب المؤمن همّ ولا غمّ ولا نصب ، ولا وصب (١) ، ولا حزن ، حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه» وفي الصحيحين : «والذي نفسي بيده لا يقضي الله للمؤمن قضاء إلا كان خيرا له : إن أصابته سراء فشكر ، كان خيرا له ، وإن أصابته ضرّاء فصبر ، كان خيرا له ، وليس ذلك لأحد غير المؤمن».
فقه الحياة أو الأحكام :
تضمنت الآيات ما يأتي :
١ ـ أقسم الله تعالى على أن كل عذاب أوعد الله أو الرسول به الكفار آت
__________________
(١) النّصب : التعب ، والوصب : المرض.