فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَياتٍ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللهِ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (١٣) فَإِلَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّما أُنْزِلَ بِعِلْمِ اللهِ وَأَنْ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (١٤))
الإعراب :
(وَضائِقٌ بِهِ صَدْرُكَ) : (ضائِقٌ) : عطف على (تارِكٌ) ، و (صَدْرُكَ) مرفوع به ، وهاء (بِهِ) تعود على (ما) أو على (بَعْضَ) ، أو على التّبليغ أو على التّكذيب. (أَنْ يَقُولُوا) في موضع نصب ، أي كراهية أن يقولوا.
المفردات اللغوية :
(فَلَعَلَّكَ) هنا للاستفهام الإنكاري ، الذي يراد به النّفي أو النّهي ، أي لا تترك. والأصل أن «لعلّ» للتّرجي وتوقع المحبوب ، وقد تكون للإعداد والتّهيئة ، كما في قوله تعالى : (لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) [البقرة ٢ / ٢١ وغيرها] ، وقد تكون للتّعليل كما في قوله تعالى : (لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشى) [طه ٢٠ / ٤٤].
(تارِكٌ بَعْضَ ما يُوحى إِلَيْكَ) فلا تبلغهم إياه ، وهو ما يخالف رأي المشركين ، مخافة ردّهم واستهزائهم ، ولا يلزم من توقع الشيء وجوده ووقوعه ، لجواز أن يكون ما يصرف عنه وهو عصمة الرّسل من الخيانة في الوحي مانعا.
(وَضائِقٌ بِهِ صَدْرُكَ) عارض لك أحيانا ضيق الصّدر ، بتلاوته عليهم ، لأجل أن يقولوا ، أي مخافة أن يقولوا (لَوْ لا أُنْزِلَ عَلَيْهِ كَنْزٌ) أي هلا صحبه كنز ينفقه لكسب الأتباع كالملوك ، والكنز : المال الحاصل بغير كسب. (أَوْ جاءَ مَعَهُ مَلَكٌ) يصدقه كما اقترحنا. (إِنَّما أَنْتَ نَذِيرٌ) أي ليس عليك إلا الإنذار بما أوحي إليك ، لا الإتيان بما اقترحوه. (وَاللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ) رقيب حفيظ للأمور ، فتوكل عليه ، فإنه عالم بحالهم ، ومجازيهم على أقوالهم وأفعالهم.
(أَمْ يَقُولُونَ) : (أَمْ) بمعنى بل. (افْتَراهُ) الضمير لما يوحى وهو القرآن. (بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ) في الفصاحة والبلاغة والبيان وحسن النّظم ، تحدّاهم أولا بالإتيان بمثل القرآن ، ثم بعشر سور ، ثم لما عجزوا عنها تحدّاهم بسورة. وتوحيد المثل باعتبار كلّ واحد. (مُفْتَرَياتٍ) مختلقات