المقيم في الجنة ، والنجاة من النار ، كما قال تعالى : (فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ ، عَلَى الْأَرائِكِ يَنْظُرُونَ ، هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ ما كانُوا يَفْعَلُونَ) [المطففين ٨٣ / ٣٤ ـ ٣٦].
فقه الحياة أو الأحكام :
أرشدت الآيات إلى ما يأتي :
١ ـ إذا حدثت النفخة الثانية ليوم القيامة شغل كل امرئ بنفسه ، ولم يلتفت إلى أحد من أقربائه ، ولو كانوا من الوالدين والأولاد والزوجات ، ولا تنفع أحدا روابط الدم والنسب التي كانت تربط الأسر فيما بينهم في الدنيا. لكن جاء في الحديث الثابت كما تقدم استثناء صلة النسب والقرابة بالنبيصلىاللهعليهوسلم.
٢ ـ إن ميزان النجاة من النار والفوز بالجنة هو رجحان الحسنات على السيئات ، ولو بواحدة. وإن سبب اقتحام النار هو العكس أي رجحان السيئات على الحسنات.
٣ ـ لأهل النار أثناء العذاب صفات أربع : هي خسارة أنفسهم أي غبنها بأن صارت منازلهم للمؤمنين ، وخلودهم في نار جهنم ، وإضرام النار في أجسادهم حتى تأكل لحومهم وجلودهم ، وظهور أمارات العذاب على الأوجه بالكلوح : وهو تقلص الشفاه عن الأسنان ، كالرءوس المشوية.
٤ ـ اعترف أهل النار حين اقتحام العذاب بالأسباب التي أدت بهم إلى العقاب : وهي غلبة أهوائهم وشهواتهم على نفوسهم ، حتى ساءت أحوالهم ، وصاروا إلى سوء العاقبة ، وضلالهم عن الحق والهداية ، وظلمهم أنفسهم ، وتكذيبهم بآيات ربهم ، واستهزاؤهم من المؤمنين ، ونسيانهم ذكر الله والخوف من عقابه.