المناسبة :
بعد بيان إنكار الكفار للبعث ، وأنه لا رجعة إلى الدنيا بعده ، ذكر تعالى أنهم يسألون في النار سؤال تقريع وتوبيخ عن مدة لبثهم في الأرض ، دون أن يكون القصد مجرد السؤال. ثم ذكر تعالى ما هو كالدليل على وجود البعث ، ثم أمر رسوله بأن يستغفره ويسترحمه ، تعليما وإرشادا للأمة ، حتى لا يكونوا مثل أولئك الكفار.
التفسير والبيان :
ينبه الله تعالى الكفار على ما أضاعوه في عمرهم القصير في الدنيا من طاعة الله تعالى وعبادته وحده ، ولو صبروا لفازوا كالمؤمنين ، فيقول :
(قالَ : كَمْ لَبِثْتُمْ فِي الْأَرْضِ عَدَدَ سِنِينَ) أي قال الله أو الملك المأمور بسؤالهم : كم كانت مدة إقامتكم في الدنيا؟
والغرض من السؤال التبكيت والتقريع والتوبيخ ، تنبيها لهم على أن ما ظنوه دائما طويلا ، فهو يسير بالنسبة إلى ما أنكروه من البعث ، فتحصل لهم الحسرة على سوء اعتقادهم في الدنيا.
(قالُوا : لَبِثْنا يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ) نسوا مدة لبثهم في الدنيا ، لعظم ما هم فيه من الأهوال والعذاب ، حتى ظنوا أن المدة يوم أو بعض يوم ، أو المراد تحقير مدة لبثهم بالنسبة إلى ما وقعوا فيه من أليم العذاب.
(فَسْئَلِ الْعادِّينَ) أي فاسأل الحاسبين ، أو الملائكة الحفظة الذين يحصون أعمال العباد وأعمارهم.
(قالَ : إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا قَلِيلاً لَوْ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ) قال لهم الملك : ما لبثتم إلا