برؤية التلفاز ، وقراءة المجلات غير النافعة واللعب بالأوراق ، واللهو ، والبعث ، وضياع الوقت فيما لا يجدي ، مع أن الوقت من ذهب ، لذا وصفت أمتنا بالتخلف لإهدار قيمة الوقت بين أفراد شعبها.
٤ ـ (وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكاةِ فاعِلُونَ) قال ابن كثير : الأكثرون على أن المراد بالزكاة هاهنا زكاة الأموال ، مع أن هذه الآية مكية ، وإنما فرضت الزكاة بالمدينة في سنة اثنتين من الهجرة ، والظاهر أن التي فرضت بالمدينة إنما هي ذات النصب والمقادير الخاصة ، وإلا فالظاهر أن أصل الزكاة كان واجبا بمكة ، قال تعالى في سورة الأنعام ، وهي مكية : (وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصادِهِ) [١٤١]. وقد يحتمل أن يكون المراد بالزكاة هاهنا زكاة النفس من الشرك والدنس ، كقوله تعالى : (قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاها ، وَقَدْ خابَ مَنْ دَسَّاها) [الشمس ٩١ / ٩ ـ ١٠] وكقوله : (وَوَيْلٌ لِلْمُشْرِكِينَ الَّذِينَ لا يُؤْتُونَ الزَّكاةَ) [فصلت ٤١ / ٦ ـ ٧] على أحد القولين في تفسيرهما. وقد يحتمل أن يكون كلا الأمرين مرادا ، وهو زكاة النفوس وزكاة الأموال ، فإنه من جملة زكاة النفوس ، والمؤمن الكامل : هو الذي يفعل هذا ، والله أعلم.
وقال الرازي : وقول الأكثرين إنه الحق الواجب في الأموال خاصة ، وهذا هو الأقرب ؛ لأن هذه اللفظة قد اختصت في الشرع بهذا المعنى (١).
٥ ـ (وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حافِظُونَ ... مَلُومِينَ) أي والذين قد حفظوا فروجهم من الحرام ، فلا يقعون فيما نهاهم الله عنه من زنى ولواط ، ولا يقربون سوى أزواجهم التي أحلها الله لهم بالعقد ، أو بملك اليمين ، أي ما ملكت أيمانهم من السراري ـ في الماضي حيث كان الرق قائما ـ فمن اقتصر على الحلال ، فلا لوم عليه ولا حرج.
(فَمَنِ ابْتَغى وَراءَ ذلِكَ فَأُولئِكَ هُمُ العادُونَ) أي فمن طلب غير ذلك من
__________________
(١) تفسير ابن كثير : ٣ / ٢٣٨ ، وما بعدها ، تفسير الرازي : ٢٣ / ٨٠