مُشْرِكَةً) الآية ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : يا مرثد : «الزاني لا ينكح إلا زانية أو مشركة» الآية ، فلا تنكحها.
وقال المفسرون : الآية إما أنها نزلت في مرثد بن أبي مرثد المذكور ، وإما في جماعة من فقراء المهاجرين استأذنوا النبي صلىاللهعليهوسلم في التزوج ببغايا من الكتابيات والإماء اللائي كن بالمدينة ، فأنزل الله فيهم هذه الآية.
وظاهر الآية تحريم العفيفة على الزاني ، والزانية على العفيف.
التفسير والبيان :
(الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ واحِدٍ مِنْهُما مِائَةَ جَلْدَةٍ) : هذه الآية شروع في بيان الأحكام التي أشير إليها في الآية السابقة : (سُورَةٌ أَنْزَلْناها وَفَرَضْناها) ، وهي تبين حد الزناة.
والمعنى أن عقوبة الزانية والزاني الحرين البالغين العاقلين البكرين غير المحصنين بالزواج هي الجلد لكل منهما مائة جلدة. والحكمة في البدء في حد الزنى بالمرأة وفي حد السرقة بالرجل ؛ لأن دواعي الزنى تحدث غالبا من المرأة ، وعاره عليها أشد ، وأثره فيها أدوم ، وأما السرقة فالغالب وقوعها من الرجال ، وهم عليها أجرأ من النساء وأخطر ، فقدموا عليهن.
وظاهر الآية أن حد الزناة مطلقا هو الجلد مائة ، لكن ثبت في السنة القطعية المتواترة التفريق بين حد المحصن وغير المحصن ، أما حد المحصن فهو الرجم بالحجارة حتى الموت ، بالسنة القولية والفعلية ؛ أخرج البخاري ومسلم عن ابن مسعود عن النبي صلىاللهعليهوسلم قال : «لا يحل دم امرئ مسلم إلا بإحدى ثلاث : الثيب الزاني ، والنفس بالنفس ، والتارك لدينه ، المفارق للجماعة». وأخرج أصحاب الكتب الستة ما عدا ابن ماجه ، ومالك في الموطإ وأحمد في مسنده عن أبي هريرة