مسطح بن أثاثة ، لقرابته منه وفقره : والله لا أنفق عليه شيئا أبدا بعد الذي قال لعائشة ، فأنزل الله تعالى : (وَلا يَأْتَلِ أُولُوا الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبى) ـ إلى قوله ـ (وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) فقال أبو بكر : بلى والله ، إني لأحب أن يغفر الله لي ، فرجع إلى مسطح النفقة التي كان ينفق عليه ، وقال : والله لا أنزعها منه أبدا.
قالت عائشة : وكان رسول الله صلىاللهعليهوسلم يسأل زينب بنت جحش زوج النبي صلىاللهعليهوسلم عن أمري ، فقال : «يا زينب ما ذا علمت أو رأيت؟» فقالت : يا رسول الله ، أحمي سمعي وبصري ، والله ما علمت إلا خيرا. قالت عائشة : وهي التي كانت تساميني من أزواج النبي صلىاللهعليهوسلم ، فعصمها الله تعالى بالورع ، وطفقت أختها حمنة بنت جحش تحارب لها ، فهلكت فيمن هلك.
وكان مسروق إذا حدّث عن عائشة يقول : حدثتني الصدّيقة بنت الصدّيق حبيبة رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، المبرّأة من السماء.
المناسبة :
بعد بيان حكم قذف النساء الأجنبيات غير المحارم ، وحكم قذف الزوجات ، أبان الله تعالى في هذه الآيات العشر براءة عائشة أم المؤمنين مما رماها به أهل الإفك من المنافقين ، وذكر فيها جملة من الآداب التي كان يلزمهم الإتيان بها ، والزواجر التي كان ينبغي عدم التعرض لها ، وهي تسعة كما سيأتي بيانه.
التفسير والبيان :
هذه الآيات العشر التي برأ الله فيها عائشة رضياللهعنها مما رماها به أهل الإفك والبهتان من المنافقين ، غيرة من الله تعالى لها ، وصونا لعرض نبيه صلىاللهعليهوسلم ، فقال سبحانه :