التفسير والبيان :
(إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَناتِ) إلى قوله : (عَذابٌ عَظِيمٌ) أي إن الذين يتهمون بالفاحشة والفجور النساء المؤمنات بالله ورسوله العفائف البعيدات عن تلك التهمة ، ومثلهم الرجال ، هم مطردون من رحمة الله في الدنيا والآخرة ، وعليهم غضب الله وسخطه ، ولهم في الآخرة عذاب شديد كبير ، جزاء جرمهم وافترائهم. وهذا دليل على أن القذف من الكبائر ، أخرج الإمام أحمد والشيخان وغيرهم عن أبي هريرة أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «اجتنبوا السبع الموبقات ، قيل : وما هن يا رسول الله؟ قال : الشرك بالله ، والسحر ، وقتل النفس التي حرّم الله إلا بالحق ، وأكل الربا ، وأكل مال اليتيم ، والتولي يوم الزحف ، وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات». وأخرج أبو القاسم الطبراني عن حذيفة عن النبي صلىاللهعليهوسلم قال : «قذف المحصنة يهدم عمل مائة سنة».
(يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِما كانُوا يَعْمَلُونَ) أي إن عذابهم يوم القيامة يوم تشهد عليهم أعضاؤهم الألسنة والأيدي والأرجل بما عملوا في الدنيا من قول أو فعل ؛ إذ إن الله ينطقها بقدرته ، كما ذكر في آية أخرى : (وَقالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنا؟ قالُوا : أَنْطَقَنَا اللهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ) [فصلت ٤١ / ٢١].
روى ابن أبي حاتم وابن جرير عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلىاللهعليهوسلم قال : «إذا كان يوم القيامة عرّف الكافر بعمله ، فيجحد ويخاصم ، فيقال له : هؤلاء جيرانك يشهدون عليك ، فيقول : كذبوا ، فيقال : أهلك وعشيرتك ، فيقول : كذبوا ، فيقال : احلفوا فيحلفون ، ثم يصمّهم الله ، فتشهد عليهم أيديهم وألسنتهم ، ثم يدخلهم النار».
(يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ ، وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ) أي في