ولا يستقبل المستأذن الباب بوجهه ، وإنما يقف يمينا وشمالا ، بحيث إذا فتح الباب لا يقع النظر فجأة على ما يكره صاحب البيت.
وصفة الدق أن يكون خفيفا بحيث يسمع ، ولا يعنف في ذلك ، فقد روى أنس بن مالك رضياللهعنه قال : كانت أبواب النبي صلىاللهعليهوسلم تقرع بالأظافير (١).
ودليل التعريف بشخص الداخل ما روى الصحيحان وغيرهما عن جابر بن عبد اللهرضياللهعنهما قال : استأذنت على النبي صلىاللهعليهوسلم فقال : «من هذا»؟ فقلت : أنا ، فقال النبي صلىاللهعليهوسلم : «أنا أنا» كأنه كره ذلك ؛ لأن قوله : «أنا» لا يحصل بها تعريف ، وإنما أن يذكر اسمه ، كما فعل عمر وأبو موسى رضياللهعنهما.
ولكل قوم في الاستئذان عرفهم في العبارة ، وكان الناس في الماضي يسلمون ، ثم تركوا السلام لاتخاذ الأبواب التامة الستر ، المحكمة الإغلاق. وهذا في بيت الآخرين.
أما في بيت الإنسان الخاص ، فلا حاجة فيه للإذن إن كان فيه الأهل (الزوجة). والسنة السلام إذا دخل. قال قتادة : إذا دخلت على بيتك فسلم على أهلك ، فهم أحق من سلمت عليهم. فإن كان فيه مع الأهل أمك أو أختك ، فقال العلماء : تنحنح واضرب برجلك حتى تنتبها لدخولك ؛ لأن الأهل لا حشمة بينك وبينها ، وأما الأم والأخت فقد تكونان على حالة لا تحب أن تراهما فيه.
وإذا دخل بيت نفسه وليس فيه أحد ، يقول : السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين ، كما قال قتادة. والملائكة ترد عليه.
وإذا رأى أهل الدار أحدا يطلع عليهم من ثقب الباب ، فطعن أحدهم عينه
__________________
(١) ذكره أبو بكر علي بن ثابت الخطيب في جامعه.