وَمِنْها تَأْكُلُونَ (١٩) وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِنْ طُورِ سَيْناءَ تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِلْآكِلِينَ (٢٠) وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِها وَلَكُمْ فِيها مَنافِعُ كَثِيرَةٌ وَمِنْها تَأْكُلُونَ (٢١) وَعَلَيْها وَعَلَى الْفُلْكِ تُحْمَلُونَ (٢٢))
الإعراب :
(وَشَجَرَةً) معطوف بالنصب على (جَنَّاتٍ) أي فأنشأنا لكم به جنات وشجرة تخرج من طور سيناء.
و (سَيْناءَ) ممنوع من الصرف للتأنيث ولزومه ، أي للعلمية والتأنيث ، أي تأنيث البقعة.
و (تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ) من قرأ بفتح التاء جعل الباء للتعدية ، ومن قرأ بالضم جعله من أنبت وفي الباء ثلاثة أوجه : التعدية ، وتكون أنبت بمعنى نبت ، أو تكون زائدة ؛ لأن الفعل متعد بالهمزة ، أو تكون للحال ، ومفعوله محذوف ، أي تنبت ما تنبت ومعه الدهن.
البلاغة :
(سَبْعَ طَرائِقَ) استعارة ، شبهت السموات بطبقات النعل ؛ لأنه طورق بعضها فوق بعض ، كمطارقة النعل ، وكل شيء فوقه مثله ، فهو طريقة.
(وَإِنَّا عَلى ذَهابٍ بِهِ) في تنكير (ذَهابٍ) إيماء إلى كثرة طرقه ، ومبالغة في الإبعاد به.
المفردات اللغوية :
(سَبْعَ طَرائِقَ) أي سبع سموات ، والطرائق : جمع طريقة ؛ سميت بذلك لأنه طورق بعضها فوق بعض ، مطارقة النعل ، وكل ما فوقه مثله فهو طريقة ، أو لأنها طرق الملائكة. وقيل : المراد بالطرائق : الأفلاك ؛ لأنها طرائق الكواكب فيها مسيرها. والأول أصح ، قال الخليل والزجاج : وهذا كقوله : (أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللهُ سَبْعَ سَماواتٍ طِباقاً) [نوح ٧١ / ١٥] وقوله : (اللهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَماواتٍ ، وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ ..) [الطلاق ٦٥ / ١٢] الآية ، أي فالطرائق والطباق بمعنى واحد.