٣ ـ (وَإِنَّا لَجَمِيعٌ حاذِرُونَ) أي وإن جميعنا قوم آخذون حذرنا وأهبتنا ومستعدون بالسلاح ، وإني أريد إبادتهم واستئصالهم.
فجمع الجموع الغفيرة ، ولا يوجد رواية ثابتة تحصي عددهم ، ولا عدد بني إسرائيل ، لكن من المؤكد أن عددهم كان أقل من عدد جند فرعون.
(فَأَخْرَجْناهُمْ مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ ، وَكُنُوزٍ وَمَقامٍ كَرِيمٍ) أي فجعلنا في قلوبهم داعية الخروج ، وخرجوا من النعيم إلى الجحيم ، وتركوا البساتين الخضراء ، والرياض الغناء ، والأنهار الجارية والأموال المكنوزة المخزونة في الأرض والمنازل العالية والدور الفخمة والملك والجاه العظيم في الدنيا.
(كَذلِكَ وَأَوْرَثْناها بَنِي إِسْرائِيلَ) أي كان الأمر حقا كما قلنا ، وكذلك كان إخراجنا كما وصفنا ، وورثنا بني إسرائيل تلك الثروات ، وتحولوا من العبودية إلى الحرية والاستقلال والترف والنعيم ، كما قال تعالى : (وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشارِقَ الْأَرْضِ وَمَغارِبَهَا الَّتِي بارَكْنا فِيها) [الأعراف ٧ / ١٣٧] ، وقال سبحانه : (وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ ، وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً ، وَنَجْعَلَهُمُ الْوارِثِينَ) [القصص ٢٨ / ٥].
(فَأَتْبَعُوهُمْ مُشْرِقِينَ) أي وصلوا إليهم عند شروق الشمس على خليج السويس. وفي هذه الآونة ظهرت المخاوف على بني إسرائيل ، فقال تعالى :
(فَلَمَّا تَراءَا الْجَمْعانِ ، قالَ أَصْحابُ مُوسى : إِنَّا لَمُدْرَكُونَ) أي فلما رأى كل من الفريقين صاحبه ، قال بنو إسرائيل وقد أيقنوا بالهلاك : إن فرعون وجنوده لحقوا بنا وسيقتلوننا ، أو إنا لمتابعون وسنموت على أيديهم.
فطمأنهم موسى عليهالسلام وهدّأ نفوسهم قائلا :
(قالَ : كَلَّا ، إِنَّ مَعِي رَبِّي سَيَهْدِينِ) قال موسى : كلا لا يدركوننا ، إن