مصحوبا بكبريت ونار وحجارة من السماء ، فأحرقت قراهم ، كما قال تعالى : (فَلَمَّا جاءَ أَمْرُنا جَعَلْنا عالِيَها سافِلَها ، وَأَمْطَرْنا عَلَيْها حِجارَةً مِنْ سِجِّيلٍ) [هود ١١ / ٨٢] فالعقوبة : هي الزلزال والبركان.
(إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً ، وَما كانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ ، وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ) وهذه هي العبرة والخاتمة التي ختمت بها القصة ، كما ختمت بها قصص الأنبياء المتقدمين ، والمعنى : إن في تلك القصة لعبرة وعظة لكل متأمل ، حيث أهلك الله العصاة الموغلين في المعصية ، وهم اللوطيون ، ونجى المؤمنين الصالحين الذين أنكروا تلك الفاحشة ، وكانت امرأة لوط من الهالكين لتواطؤها مع قومها ، ومحبتها فعلهم ، ولم تنفعها صلتها بالنبي لوط عليهالسلام ؛ لأن لكل امرئ ما اكتسب من الإثم ، وما كان أكثر هؤلاء القوم بمؤمنين ، بل كانوا وإن ربك لهو المنتقم من أعدائه ، الرحيم بأوليائه المؤمنين التائبين.
فقه الحياة أو الأحكام :
إن الكفر بالله تعالى ورسله ، والشذوذ الجنسي (اللواط) وترك الاستمتاع الطبيعي الحلال من طريق الزواج بالنساء ، مدعاة للانتقام الإلهي ، والعقاب الشديد في الدنيا والآخرة.
ومهمة النبي لوط عليهالسلام كانت صعبة جدا في علاج هذا الأمر المتأصل المستعصي في قومه ، فأنكر عليهم أشد الإيمان ، ووبّخهم أشد التوبيخ ، ووصفهم بأنهم قوم موغلون في العدوان وتجاوز حدود الله ، وأعلن بغضه الشديد لعملهم ، بالرغم من تهديدهم له بالطرد والإبعاد من بلدهم.
ولما يئس لوط عليهالسلام من إيمان هؤلاء القوم بالله ، والتطهر من فعل الفاحشة الشنيعة ، دعا ربه بأن ينجيه وأهله من عذاب عملهم ، وألا يصيبه من عذابهم ، وهذا يتضمن الدعاء عليهم ، ولا يدعو النبي على قومه إلا بإذن من ربه.