بِها)؟ [الحج ٢٢ / ٤٦] ، ، وقوله : (لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِها) [الأعراف ٧ / ١٧٩] ، وقوله : (إِنَّ فِي ذلِكَ لَذِكْرى لِمَنْ كانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ ، وَهُوَ شَهِيدٌ) [ق ٥٠ / ٣٧] أي عقل ، أطلق عليه اسم القلب ؛ لأنه محله.
الثاني ـ أنه تعالى أضاف أضداد العلم إلى القلب ، وقال : (فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ) [البقرة ٢ / ١٠](خَتَمَ اللهُ عَلى قُلُوبِهِمْ) [البقرة ٢ / ٧](قُلُوبُنا غُلْفٌ ، بَلْ طَبَعَ اللهُ عَلَيْها بِكُفْرِهِمْ) [النساء ٤ / ١٥٥](يَحْذَرُ الْمُنافِقُونَ أَنْ تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبِّئُهُمْ بِما فِي قُلُوبِهِمْ) [التوبة ٩ / ٦٤](يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِمْ ما لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ) [الفتح ٤٨ / ١١](كَلَّا ، بَلْ رانَ عَلى قُلُوبِهِمْ) [المطففين ٨٣ / ١٤](أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلى قُلُوبٍ أَقْفالُها) [محمد ٤٧ / ٢٤] ، (فَإِنَّها لا تَعْمَى الْأَبْصارُ ، وَلكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ) [الحج ٢٢ / ٤٦] دلت هذه الآيات على أن موضع الجهل والغفلة هو القلب ، فوجب أن يكون موضع العقل والفهم أيضا هو القلب.
الثالث ـ إذا أمعن الإنسان في الفكر وغيره أحس من قلبه ضيقا وضجرا حتى كأنه يتألم بذلك ، مما يدل على أن موضع العقل هو القلب ، فوجب أن يكون المكلف هو القلب ؛ لأن التكليف مشروط بالعقل والفهم.
الرابع ـ أن القلب أول الأعضاء تكونا ، وآخرها موتا.
واحتج الفريق الثاني القائل بأن العقل في الدماغ بما يأتي :
الأول ـ أن الحواس التي هي آلات الإدراك نافذة إلى الدماغ دون القلب ، أي إن الدماغ محل الإحساس.
الثاني ـ أن الأعصاب آلات الحركات الاختيارية نافذة من الدماغ دون القلب ، أي إن الدماغ مركز التنبيه العصبي.