المفردات اللغوية :
(قالَتْ) بلقيس لأشراف قومها (الْمَلَأُ) أشراف القوم وخاصتهم (كِتابٌ كَرِيمٌ) لكرم مضمونه أو مرسلة ، أو لأنه كان مختوما (أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَ) أي ألا تتكبروا علي وتنقادوا للأهواء (مُسْلِمِينَ) منقادين مطيعين مستسلمين. وهذا الكتاب مع وجازته تضمن المقصود لاشتماله على البسملة الدالة على ذات الصانع وصفاته ، والنهي عن الترفع الذي هو داء المعاندين والمتكبرين ، والأمر بالإسلام الجامع لأمهات الفضائل.
(الْمَلَأُ) أشراف القوم (أَفْتُونِي فِي أَمْرِي) أشيروا علي بالرأي في هذا الأمر (قاطِعَةً أَمْراً) باتة في أمر أو مبرمة أمرا (حَتَّى تَشْهَدُونِ) أي حتى تحضروني أي بمحضركم ، وقد استعطفتهم بذلك ليظهروا إخلاصهم التام في الدفاع عنها (أُولُوا قُوَّةٍ) قدرة جسدية وعددية (وَأُولُوا بَأْسٍ شَدِيدٍ) أصحاب شدة وشجاعة ونجدة وثبات في الحرب (ما ذا تَأْمُرِينَ) أي ما ذا توجهين إيانا بأوامرك فنطيعك (أَفْسَدُوها) بالتخريب (وَكَذلِكَ يَفْعَلُونَ) مرسلو الكتاب. ويلاحظ أنها لما أحست ميلهم إلى القتال ، جنحت إلى الصلح ؛ لأن الحرب سجال ، لا يدري عاقبتها.
(وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِمْ بِهَدِيَّةٍ) بيان لما ترى تقديمه للمصالحة بإرسال هدية تدفع بها عن ملكها (بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ) من قبول الهدية أو ردها ، فإن كان ملكا قبلها ، وإن كان نبيا لم يقبلها (فَلَمَّا جاءَ) الرسول بالهدية ومعه أتباعه (فَما آتانِيَ اللهُ) من النبوة والملك (خَيْرٌ مِمَّا آتاكُمْ) من الدنيا (بَلْ أَنْتُمْ بِهَدِيَّتِكُمْ تَفْرَحُونَ) لأنكم لا تهتمون إلا بزخارف الدنيا.
(ارْجِعْ إِلَيْهِمْ) ارجع أيها الرسول إلى بلقيس وقومها بما أتيت من الهدية (لا قِبَلَ لَهُمْ بِها) لا طاقة لهم بمقاومتها (وَلَنُخْرِجَنَّهُمْ مِنْها) من بلدهم سبأ ، سميت باسم أبي قبيلتهم (أَذِلَّةً) بذهاب ما كانوا فيه من العز (وَهُمْ صاغِرُونَ) أسرى مهانون محتقرون ، إن لم يأتوا مسلمين.
المناسبة :
بعد إرسال سليمان عليهالسلام كتابه إلى بلقيس وقومها مع الهدهد ، ذكر الله تعالى مضمون الكتاب ، وتشاور بلقيس في شأنه مع مستشاريها ، فارتأوا القتال ، وارتأت المهادنة والصلح بإرسال هدية إليه تدفع بها عن بلادها ويلات الحروب ، ولا مانع لديها من إعطائه خراجا دائما مقابل ترك القتال.