(وَكُلًّا ضَرَبْنا كُلًّا) منصوب بفعل تقديره : أنذرنا كلا ؛ لأن ضرب الأمثال في معنى الإنذار ، فجاز أن يكون تفسيرا ل «أنذرنا». (وَكُلًّا تَبَّرْنا تَتْبِيراً كُلًّا) منصوب بتبرنا ، و (تَتْبِيراً)
مصدر مؤكد.
المفردات اللغوية :
(وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ) أي التوراة (وَزِيراً) معينا يؤازره في الدعوة إلى الله وإعلاء كلمته ، ولا ينافي ذلك مشاركته في النبوة ، لتآزرهما في الأمر. والوزير : من يستعان برأيه ويستشار في الأمور ، يقال : وزير الملك أو الرئيس لأنه يؤازره ويعينه في أعباء الملك أو الرئاسة (إِلَى الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا) هم فرعون وقومه القبط (فَدَمَّرْناهُمْ تَدْمِيراً) أهلكناهم إهلاكا ، وفيه محذوف تقديره : فذهبا إليهم فكذبوهما.
(وَقَوْمَ نُوحٍ) أي واذكر (لَمَّا كَذَّبُوا الرُّسُلَ) أي نوحا وغيره ، أو نوحا وحده ؛ لأن تكذيبه تكذيب لباقي الرسل ؛ لاشتراكهم في الدعوة إلى التوحيد (أَغْرَقْناهُمْ) بالطوفان وهو جواب لمّا (وَجَعَلْناهُمْ لِلنَّاسِ) بعدهم أي جعلنا إغراقهم أو قصتهم للناس (آيَةً) عبرة (وَأَعْتَدْنا لِلظَّالِمِينَ عَذاباً أَلِيماً) أعددنا في الآخرة للكافرين عذابا مؤلما ، سوى ما يحل بهم في الدنيا. والجملة إما للتعميم ، وإما للتخصيص فيكون وضعا للظاهر موضع الضمير.
(وَعاداً) أي واذكر عادا قوم هود وثمود أو : وثمودا : قوم صالح ، فهو إما ممنوع من الصرف على أنه اسم قبيلة ، وإما مصروف على أنه الحي أو اسم الأب الأكبر (وَأَصْحابَ الرَّسِ) هم قوم كانوا يعبدون الأصنام ولهم آبار ومواش ، فبعث الله إليهم شعيبا ، وقيل : غيره ، فكذبوه ، فبينا هم حول الرّس : وهي البئر غير المطوية (غير المبنية) قعودا ، انهارت بهم وبمنازلهم ، جمع رساس. (وَقُرُوناً بَيْنَ ذلِكَ) أقواما بين ذلك المذكور ، بين عاد وأصحاب الرس. (وَكُلًّا ضَرَبْنا لَهُ الْأَمْثالَ) في إقامة الحجة عليهم ، فلم نهلكهم إلا بعد الإنذار (وَكُلًّا تَبَّرْنا تَتْبِيراً) أهلكنا إهلاكا بتكذيبهم أنبياءهم.
(وَلَقَدْ أَتَوْا) أي مرّ كفار مكة أثناء تجارتهم إلى الشام (عَلَى الْقَرْيَةِ الَّتِي أُمْطِرَتْ مَطَرَ السَّوْءِ) هي سدوم عظمي قرى قوم لوط ، فأهلك الله أهلها لفعلهم الفاحشة ، بمطر مصحوب بالحجارة. والسوء : مصدر ساء (أَفَلَمْ يَكُونُوا يَرَوْنَها) في أثناء سفرهم إلى الشام ، فيعتبروا ويتعظوا بما يرون فيها من آثار عذاب الله. والاستفهام للتقرير. (بَلْ كانُوا لا يَرْجُونَ نُشُوراً) أي بل كانوا كفرة لا يخافون بعثا ، فلا يؤمنون ولا يتعظون.