فقه الحياة أو الأحكام :
دلت الآيات الكريمات على ما يأتي :
١ ـ عدد الله تعالى في سورة الرحمن نعمه العظمى الدينية والدنيوية والأخروية ، وذكر بعد كل نعمة : (فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ) للتذكير بالنعمة والتنبيه عليها ، مع إشاعة جو الرهبة والتخويف ، والتوبيخ لمن أنكرها.
روي أن قيس بن عاصم المنقري قال للنّبي صلىاللهعليهوسلم : اتل علي مما أنزل عليك ، فقرأ عليه سورة الرحمن فقال : أعدها ، فأعادها ثلاثة ، فقال : والله إن له لطلاوة ، وإن عليه لحلاوة ، وأسفله لمغدق ، وأعلاه مثمر ، وما يقول هذا بشر ، وأنا أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله.
٢ ـ النعمة الأولى وهي أعظم النعم وأجلها : نعمة إنزال القرآن الذي بدّل حياة البشرية ، وسيظل صوت الحق الأبلج إلى يوم القيامة.
٣ ـ النعمة الثانية والثالثة خلق جنس الإنسان لإعمار الكون ، وتعليمه البيان أي الكلام والنطق والفهم ، وهو مما فضّل به الإنسان على سائر الحيوان.
٤ ـ النعمة الرابعة والخامسة : خلق الشمس والقمر اللذين يجريان بحساب معلوم دقيق في منازل لا يعدوانها ولا يحيدان عنها ، وبهما تحسب الأوقات والآجال والأعمار.
٥ ـ النعمة السادسة : خلق النبات الشامل للنجم : وهو ما لا ساق له ، والشجر الذي له ساق ، وجعل ذلك منقادا لإرادة الله تعالى ، وتوجيهه لنفع الإنسان.
٦ ـ النعمة السابعة والثامنة : جعل السماء مرفوعة المحل والرتبة عن الأرض ، ووضع العدل الذي أمر الله به في الأرض ، وأقام التوازن في عالم السماء والأرض.