البلاغة :
(فَإِذَا انْشَقَّتِ السَّماءُ فَكانَتْ وَرْدَةً ..) تشبيه بليغ ، حذف منه وجه الشبه وأداة التشبيه ، أي كالوردة في الحمرة.
المفردات اللغوية :
(انْشَقَّتِ) تصدعت. (وَرْدَةً) حمراء ، أي كالوردة في الحمرة. (كَالدِّهانِ) مذابة كالدهن ، أو كالأديم (الجلد) الأحمر ، على خلاف ما هي عليه الآن ، وجواب (فَإِذَا) محذوف تقديره : فما أعظم الهول. (فَيَوْمَئِذٍ لا يُسْئَلُ عَنْ ذَنْبِهِ إِنْسٌ وَلا جَانٌ) أي الناس والجن ، وعدم المسؤولية حينما يخرجون من قبورهم ، ويحشرون إلى الموقف. وأما قوله تعالى : (فَوَ رَبِّكَ لَنَسْئَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ) [الحجر ١٥ / ٩٢] ونحوه فهو حين الحساب في موقف الحشر.
(بِسِيماهُمْ) علامتهم. (بِالنَّواصِي) جمع ناصية : وهي مقدّم الرأس. (وَالْأَقْدامِ) جمع قدم : وهي القدم المعروفة ، ويؤخذ بهما مجموعا بينهما. (يَطُوفُونَ) يسعون. (بَيْنَها وَبَيْنَ حَمِيمٍ آنٍ) يترددون بين النار التي يحرقون بها ، وبين ماء حارّ شديد الحرارة ، يسقونه إذا استغاثوا من حرّ النار.
المناسبة :
هذه الآيات حلقة أخرى تتعلق بأحوال الآخرة والجزاء ، فبعد أن ذكر الله تعالى رهبة الحساب وحتميته واستحالة التخلص منه أو الهرب من إيقاعه ، ذكر تعالى ما يطرأ على العالم من تغير وتبدل واختلال النظام ، حيث تتصدع السماء وتذوب كالدهن أو الزيت ، ويتميز المجرمون عن غيرهم بعلامات خاصة ، فلا حاجة لسؤالهم حينئذ ، ثم يزجّ بهم في جهنم ، بأخذهم بنواصيهم وأقدامهم ، ويطاف بهم بين النار التي يحترقون بها ، وبين الماء المغلي البالغ نهاية الشدة في الحرارة ، ويقال لهم توبيخا وتقريعا : هذه جهنم التي كذبتم بها.
التفسير والبيان :
عقب الله بقوله : (فَإِذَا) لأن الفاء للتعقيب ، بعد قوله :