الْحَمِيمِ ، ثُمَّ فِي النَّارِ يُسْجَرُونَ) [غافر ٤٠ / ٧١ ـ ٧٢] ، وقوله سبحانه : (...فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيابٌ مِنْ نارٍ ، يُصَبُّ مِنْ فَوْقِ رُؤُسِهِمُ الْحَمِيمُ ، يُصْهَرُ بِهِ ما فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ ، وَلَهُمْ مَقامِعُ مِنْ حَدِيدٍ ..) [الحج ٢٢ / ١٩ ـ ٢١].
(فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ) أي بأي النعم تكذبان بعد هذا البيان والإنذار والاعلام المسبق؟!
فقه الحياة أو الأحكام :
أرشدت الآيات إلى ما يأتي :
١ ـ إن انشقاق أو تصدع السماء يحدث عقب إرسال الشواظ من النار ، وإذا انصدعت السماء صارت في حمرة الورد وذوبان الدهن كالجلد الأحمر الصرف ، فالتشبيه بالدهن ليس في اللون بل في الذوبان ، والتشبيه بالوردة في اللون.
٢ ـ إن القيامة مواطن لطول ذلك اليوم ، فيسأل الإنس والجن في وقت ولا يسألون في وقت آخر ، فلا يسألون وقت خروجهم من القبور ، وإذا استقروا في النار ، ويسألون في موقف الحساب قبل الصيرورة إلى الجنة أو إلى النار. والمراد من السؤال على المشهور : أنهم لا يقال لهم : من المذنب منكم؟
٣ ـ يتميز الكفار المجرمون والفجار عن المؤمنين بعلامات بارزة ، فهم سود الوجوه ، زرق العيون ، تعلوهم الكآبة والحزن كما تقدم ، وتأخذ الملائكة بنواصيهم (أي بشعور مقدم رؤوسهم) وأقدامهم ، فيقذفونهم في النار.
٤ ـ يقال للمجرمين تقريعا وتوبيخا ، وتصغيرا وتحقيرا : هذه النار التي أخبرتم بها ، فكذبتم ، ويعذبون مرة في الحميم (الشراب الشديد الحرارة جدا) ومرة في الجحيم (النار).
٥ ـ امتن الله على عباده بقوله بعد كل نعمة : (فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ)