تُكَذِّبانِ) أي هناك نساء في الجنتين المذكورتين وما فيهما من أنهار وعيون وفرش وغيرها ، أو في هذه الآلاء (النعم) المعدودة من الجنتين والعينين والفاكهة والفرش والجنى (الثمر) أو في الجنان ، لأن ذكر الجنتين يدل عليه ، ولأنهما يشتملان على أماكن ومجالس ومتنزهات ، وهن نساء قصرن أبصارهن على أزواجهن ، لا ينظرن إلى غيرهم لم يمسسهن ولم يفتضهن ولم يجامعهن قبلهم أحد من الإنس والجن ، لأنهن خلقن في الجنة ، فبأي النعم تكذبان أيها الثقلان؟! والطمث : الافتضاض. ثم نعت (وصف) النساء بقوله :
(كَأَنَّهُنَّ الْياقُوتُ وَالْمَرْجانُ ، فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ) أي كأن تلك النسوة الياقوت صفاء ، وصغار اللؤلؤ بياضا ، فبأي نعمة تكذبان؟
والياقوت : هو الحجر الصافي الكريم المعروف ، والمرجان : حجر يؤخذ من البحر ، وهو الأحمر المعروف. قال مجاهد والحسن وابن زيد وغيرهم : في صفاء الياقوت وبياض المرجان. فجعلوا المرجان هنا اللؤلؤ.
أخرج الشيخان في الصحيحين عن أبي هريرة أن النبي صلىاللهعليهوسلم قال : «إن أول زمرة تدخل الجنة على صورة القمر ليلة البدر والتي تليها على ضوء كوكب درّي في السماء ، لكل امرئ منهم زوجتان اثنتان ، يرى مخ ساقهما من وراء اللحم ، وما في الجنة أغرب».
ثم بيّن الله تعالى سبب هذا الثواب فقال :
(هَلْ جَزاءُ الْإِحْسانِ إِلَّا الْإِحْسانُ ، فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ) أي ما جزاء من أحسن العمل في الدنيا إلا الإحسان إليه في الآخرة ، فهاتان الجنتان لأهل الإيمان وصالح الأعمال ، كما قال تعالى : (لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنى وَزِيادَةٌ) [يونس ١٠ / ٢٦].